Ma'alim Fi Al-Suluk Wa Tazkiyat Al-Nafs
معالم في السلوك وتزكية النفوس
ناشر
دار الوطن
شماره نسخه
الأولى ١٤١٤هـ
ژانرها
إضافة إلى ذلك، فإن الإيمان إذا جاء مطلقًا مجردًا ن فإنه يندرج فيه السلوك والأخلاق وسائر الأعمال الصالحة، كما في حديث الإيمان – مثلا – حيث قال ﷺ: «الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق» (١) .
وكما يقول ابن تيمية:
«اسم الإيمان يستعمل مطلقًا، ويستعمل مقيدًا، وإذا استعمل مطلقًا فجميع ما يحبه الله ورسوله من أقوال لعبد وأعماله الباطنة والظاهرة، يدخل في مسمى الإيمان عند عامة السلف والأئمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين يجعلون الإيمان قولًا وعملًا ... ودخل في ذلك ما قد يسمى مقامًا وحالًا، مثل الصبر، والشكر، والخوف، والرجاء، والتوكل، والرضا، والخشية، والإنابة، والإخلاص، والتوحيد وغير ذلك» (٢) ١.
٣ - يترتب على تحقيق الجانب الخلقي السلوكي الأجر الكثير والثواب الجزيل، كما دلت على ذلك النصوص الشرعية.
فقد عد الله تعالى في كتابه مخالقة الناس بخلق حسن من خصال التقوى، بل بدأ بذلك في قوله: ﴿أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران، آية ١٣٣، ١٣٤) .
وقد جعل رسول الله ﷺ حسن الخلق أكمل خصال الإيمان فقال: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا» (٣) .
_________
(١) أخرجه البخاري، ك الإيمان، ح (٩)،ومسلم، ك الإيمان، ح (٣)
(٢) مجموع الفتاوى ٧/٦٤٢، وانظر ٧/٥١٥.
(٣) أخرجه أحمد ٢/٤٧٢، وأبو داود، ح (٤٦٨٢)، والترمذي ح (١١٦٢) .
1 / 9