75

المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي

المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي

پژوهشگر

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

ناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

محل انتشار

الرياض

وقوله: (البسيط) ما يَقْبِضُ المَوْتُ نَفْسًا من نُفُوسِهِمُ ... إلاَّ وفي يَدِهِ من نَتْنِهَا عُودُ قال: أي: لا يباشر الموت أنفسهم وقت قبضه إياها. وأقول: إن قوله: لا يباشر الموت أنفسهم كأنه يريد: لا يمسها بيده استقذارا لها، ولكن يمسها بعود. وكذلك قال غير ابن جني، وهذا ليس بشيء! والمعنى أن أنفس هؤلاء الكذابين المخلفين البخلاء، الذين ذكرهم أولا، أنفس منتنة، فإذا قبضها الموت وظفر بها فكأن في يده من نتنها عودا؛ أي: لا يعد ذلك نتنا بل طيبا؛ فرحا بها وسرورا بأخذها؛ وذلك أن اللئيم صعب الموت طويل العمر. (وكأن هذا المعنى من قول الراجز: (الرجز) يا رِيَّهَا إذا بَدَا صُنَانِي كأنَّني (جَانِي عَبَثْرَانِ) وقد جاء ذلك كثيرا في أشعارهم، منه قول أبي تمام: (البسيط) فالماءُ غيرُ عَجيبٍ أنَّ أَعْذَبَهُ ... يَفْنَى وَيْمتَدُّ عُمْرُ الآسِنِ الأَجِنِ

1 / 81