190

المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي

المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي

پژوهشگر

الدكتور عبد العزيز بن ناصر المانع

ناشر

مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

محل انتشار

الرياض

قال: أي: لما نشفن من العرق وضربن بالسياط وقعت في مفاصلها على مثل
صفا البلد الماحل. والصفا: الصخر، والماحل: الذي لا مطر فيه؛ فليس على صفاه نبت بل أقرع فهو أصلب له. وهذا كقول الآخر: (الطويل)
وأَحْمَرَ كالدَّينارِ أمَّا سَماؤهُ ... فَرَيَّا وأمَّا أَرْضُهُ فَمَحُولُ
فيقال له: أما تفسيرك البيت فحسن، وأما تمثيلك له بقول الآخر فليس بحسن؛ وذلك أنه قال:
. . . . . . . . . أما سَمَاؤهُ ... فَرَيَّا. . . . . .
يعني أهلاه؛ كفله وظهره وما والاهما، والري ضد المحل، وقوله:
. . . . . . . . . . . . وأمَّا أَرْضُهُ فَمَحُولُ
يعني قوائمه، فكنى بالري عن السمن وكثرة اللحم، وبالمحل عن التجرد من اللحم. وإنما بيت أبي الطيب أقرب إلى التمثيل بقول علقمة: (البسيط)
. . . . . . . . . جلذيَّةٌ كَاَتَانِ الضَّحْلِ عُلْكَومُ
وقوله: (المتقارب)
وما بينَ كَاذَتَيِ المُسْتَغيرِ ... كما بينَ كَاذَتَيِ البَائلِ
قال: المستغير: الذي يطلب الغارة، قد (اتسعت) فروجهن لشدة العدو.

1 / 196