ما يتبقى كل ليلة من الليل
ما يتبقى كل ليلة من الليل
ژانرها
أظنني بالشجاعة الكافية التي تجعلني أعتذر لموظفي إدارة المصنفات الفنية والأدبية، حيث ظننت أنهم يقومون بحظر الكتب بأنفسهم دون دراية وخبرة، عرفت الآن أنهم استعانوا ويستعينون بمثقفين وكتاب، كان يرجى منهم أنهم يؤمنون بحرية التعبير، وحرية النشر، وبالميثاق العالمي لحقوق الإنسان، وبالإنسان، أعتذر لهم كأشخاص موظفين شرفاء، يعملون تحت مظلة قانون ظالم، ولا خيار لديهم، يؤدون وظائفهم كما يأمرهم القانون، ولقد قاموا بأداء عملهم على أكمل وجه. (5) «قالت الشجرة للشجرة التي يعمل فيها الحطاب قطعا: يد الفأس منا.» (6)
أنا لا أتحدث عن «الجنقو مسامير الأرض»، فهي ليست سوى واحدة من مئات الأعمال الفنية، التي أحيل بينها وبين أن تصل للقارئ. (7)
البيان الذي أصدره اتحاد الكتاب السودانيين في نسخة جريدة الأحداث اليوم الجمعة 15 / 7 لم يكن كافيا، فلقد نظر للقضية من جانب واحد، وترك الجانب الأهم، وهو سؤال حرية الكتابة، وربما يفهم منه بذلك أنه لا يجرم الشخص الذي يقوم بالتعاون مع المصنفات الفنية تحت قانونها الحالي أو غيره، وأنه يحمي أعضاءه وغيرهم من المثقفين الذين يتعاونون معها، لا أكثر (هذا ليس مكتوبا في البيان، وضد لائحة الاتحاد). (8)
ليس بإمكان أحد أن يحظر كتابا في هذا العصر النزق، الذي يخرج على سلطان السلاطين وفرعنة الفراعنة، ولا تستطيع أن تطوله أسيافهم، ويمد لسانه المبرقع إليهم في سخرية تكنولوجية، لا قبل لهم بشيطانيتها، أقول لإخواني المثقفين: استثمروا في المستقبل، السلطة الزمنية زائلة، وما ترونه اليوم حراما وضعيفا ومبتذلا، فإنكم قد لا تعرفون كيف يراه الغد.
15 / 7 / 2011
مانديلا
وجهت لبعض الأصدقاء النمساويين سؤالا مباشرا جدا: ما رأيك في المناضل نلسون مانديلا؟
فكانت إجابة الفنان التشكيلي بيتر شولنج: إنه بطلي، وأضاف على ذات الجملة البروفسير رودي بأسلوبه المرح: ولكنه لم يحظ بنساء خيرات، وهنا يقصد ويني، التي قال عنها مانديلا: «إن حياة زوجتي أثناء وجودي في السجن كانت أصعب من حياتي، وكانت عودتي أكثر صعوبة بالنسبة لها، فقد تزوجت رجلا سرعان ما تركها، وصار ذلك الرجل أسطورة، وعند عودة الأسطورة إلى المنزل ظهر أنه مجرد رجل»، أضاف: لقد تعرفت عليه أجيال أوروبا من خلال أغنية فنان الروك، والناشط السياسي البريطاني الشهير
Gabriel
وأنشطة حزب المؤتمر، سألت صديقة يونانية تعمل نادلة بالمطعم الإغريقي، أجابت: لم أسمع بهذا الاسم من قبل، ولها العذر، فذاكرة اليونانيين مشحونة بالأبطال الأسطوريين، واكتفيت بابتسامتها، بالصدفة البحتة قابلت بالأمس القريب رجلا من مدينة جوهانسبيرج، سليل أسرة من البيض الذين حكموا جنوب إفريقيا بنظام عنصري لمدى 340 عاما، رد لي وبعينيه بريق غريب: إنه بطل قومي، فلاحقته قائلا: ما أعظم ما قدمه نلسون مانديلا في رأيك؟
صفحه نامشخص