ما يتبقى كل ليلة من الليل
ما يتبقى كل ليلة من الليل
ژانرها
فراغ بحجم كل الأكوان التي لا نعرفها، يسمع له طنين كهمس النحلة للنحلة، خلفه لا شيء وتصطف الأشياء كلها، هنالك أسرار تخص الله وحده لم يطلعنا عليها ولن يفعل، كنت أحملق بكل جهلي وصورتي وجسدي وصوتي وذنوبي العظيمة، لا أجيد طقسا في الشريعة، كنت مغسولا من العقل والفكر والمعرفة، ليس لي سوى جسدي وذنوبي والفراغ الذي لا مالك له ... جنبي المجرات تحتك ببعضها، تتناسل، ويسقط الأنبياء من بين الأنجم الذهبية تأخذهم الريح نحو أراض كثيرة تمد أذرعها متلهفة إليهم، تناديهم بأسمائهم، عرفت لهم أسماء أخرى، ناديت لم يسمعني سوى غبار كوني على حافة الفراغ، كان هو الآخر يحملق نحو ذاته ويندهش كما اندهش. - هي ثانية النهاية.
لقد فسدت ... عندما يفسد الجسد تفسد البصيرة، وأنت إذ تحملق لا ترى شيئا سوى قبح نفسك، وجمال الفراغ، الفراغ، الفراغ ... الفراغ: الفراغ!
حبيبتي!
كم تبقى من هذا الليل؟ أعرف قدره عندما تبحثين بأناملك المرتعشة عن طوق الشعر، وأربطة الحذاء، أو حافظة الصدر، عندما تقولين بصوت نقي معظمه هواء ورغبة ...
هه ...
كنت أسمع صوتك تصلين بطريقة تصلني في الحلم أدعية مخلوطة بإذاعات يختلط الكلام فيها بزقزقة طيور الصباح بالأذان!
كلنا يحب الله، كل واحد منا بالطريقة التي تريح ضميره، كلنا يعرف اسمه الأعظم بلحن وحرف مختلف، هو ما لا اسم له! هذا الورق كثير، قلبي يشتعل الآن أكثر.
لا تهتمي بالصبية، لا يملكون غير اسمي ذاته، هكذا دعيهم على قارعة الخرطوم ترمي بهم المحن والجرائد، تتخاطفهم المجاعات.
عندما نلتقي سنلتقي بكل شيء، في كل شيء، من أجل لا شيء، طهرتنا النار العذبة ...
وسوف لا يتبقى في تلك الليلة شيء ... من الليل ...
صفحه نامشخص