موجودة، وإنما قصدت إلى فنًّ، الناس إليه أحوجُ منهم إلى غيره، ومعرفتهم له ألزم، والفائدة فيه أعظمُ، فاقتصرت عليه، ولم ألتفت إلى ما سواه من العيوب؛ مثل قولهم في المعاني المَعيبات، كأخذهم على امرئ القيس قوله:
أغرَّكِ منّي أن حُبَّك قاتِلي ... وأنكِ مهما تأمري القلبَ يفعلِ
قالوا فإذا لم يكن هذا غارًّا، فبأيّ شيء تغتر؟ وأين هذا من قوله:
فإن تك قد ساءتكِ منّي خليقةٌ ... فسُلَّي ثيابي من ثيابك تَنْسُلِ
فقد ناقض في البيتين، فادعى في أحدهما التجلّد، وفي الثاني الاستسلام والطاعة.
1 / 118