نقوش دينية محفورة على لوحات من البرونز أقيمت في المعابد قربانا للآلهة. (4)
نقوش جنائزية أو قبريات. (5)
قوانين عسكرية محفورة على أعمدة في مداخل المباني العامة أو المعابد. (6)
نقوش تتضمن وثائق قانونية تنم عن نظام دستوري طويل العمر.
أما ما ينسب إلى بعض ملوكهم من شعر أو غيره بالعربية الفصحى، فليس إلا بعضا من خيال المؤرخين والمتأخرين.
أما ديانتهم فقد نقلت إلينا النقوش أسماء معابد كثيرة، وأكثر من مائة إله، ولكن لا نعرف عن هذه الآلهة إلا أسماءها، ولا شك أن بعض الآلهة كان يعبد في كل البلاد، وأكبر آلهتهم الشمس، وكانت لها مظاهر متعددة في جهات مختلفة، ومن بين آلهتهم عطار الذي يدل على كوكب الزهرة، ولعل اسمه مشتق من أشتار البابلي أو عشتوريت الكنعاني، وكان القمر من بين آلهتهم الكبرى، ويرى بعض العلماء أنه كانت له الأفضلية على الشمس على اعتبار أنه المعبود الذكر، وأن الشمس الأنثى زوجته، وكان يسمى عندهم ورح أو شهر أوسين، وكان لكل منطقة إلهها المحلي، فكانت معين تعبد الإله ود، وقتبان تعبد الإله عم، وسبأ تعبد الإله المقاه، وهمدان تعبد الإله تعلب ريام، ولعل هذه الآلهة المحلية أو القبلية كانت مظاهر لإله القمر، وهناك في النقوش ما يشير إلى أن القمر والشمس والزهرة كانت تكون أسرة مقدسة، كما كان أوزوريس وإيزيس وحوريس يكونون ثالوثا مقدسا عند المصريين، وكان الثور وقرنا الثور والهلال تعتبر من رموز القمر كما كانت البقرة هاتور عند المصريين القدماء.
وفي بعض الأوقات كان الملوك يعبدون بعد موتهم بوصف كونهم آلهة، وكان اليمنيون يعتقدون أن الشعب هو سليل الملك، وأن الملك هو الابن البكر للإله، وكثيرا ما نرى عبارة «الإله والملك والشعب» على النقوش، ولم يكن للآلهة تماثيل كما كان عند المصريين القدماء، وكان الناس يتقدمون إلى الآلهة بتماثيل لأشخاصهم لكي تبارك أعمالهم، كما كانوا يقربون لهم قرابين من الضحايا والبخور، وكانوا يؤدون الحج في فصول معلومة من السنة، وكان شهر الحج يسمى ذو الحجة أو ذو المحجة، وعرفنا أيضا أسماء بعض شهورهم، ويمت عدد منها بصلة إلى الزراعة، وكان اسم الكاهن في لغتهم «رشو» ولعل معناها المعطي.
وزاد النفوذ اليهودي في أواخر أيام دولة الحميريين، وتهود بعض ملوكهم، وكان من آثار اليهودية أن شاع ذكر اسم «الرحمن» في النقوش دلالة على الله.
ودخلت النصرانية بلاد اليمن قبل الغزو الحبشي، وانتشرت بعد ذلك الفتح، ولكنها لم تلق قبولا؛ وذلك لأنها كانت تعتبر دليلا على السيطرة الأجنبية، وأسس أبرهة كنيسة القليس المشهورة في صنعاء، ولكنها لم تلق ارتيادا كبيرا، أما الفتك بالنصارى في نجران فكانت له أسباب سياسية كما كانت له أسباب دينية. (7) سد مأرب أو سد العرم
أشار القرآن الكريم إلى سد مأرب وتصدعه في قوله تعالى:
صفحه نامشخص