أن دولة سبأ كان نظام الحكم فيها غير استبدادي بل شبه شورى، بدليل ما ورد في الآية 23:
إني وجدت امرأة تملكهم ، ولم يقل تحكمهم، والحكم يفيد الحكم المطلق، والملك يفيد ولاية العرش فحسب، وبدليل ما ورد في الآية 32:
قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون . (4)
أن ملكة سبا تخوفت من سليمان وأرادت مسالمته بإرسال هدية إليه كأنما هي ترشوه. (5)
أن سليمان رفض الهدية «أو الرشوة» وهدد بغزو سبأ. (6)
أن الملكة أذعنت وجاءت إلى سليمان الذي أعد لها قصرا وعرشا أحاطه بما يأخذ بروعتها، وأنها في آخر الأمر آمنت بسليمان وأسلمت معه.
ويمكن أن نستنتج من ثنايا النصوص: (1)
أن دولة سبأ إبان هذه الفترة كانت ضعيفة النفوذ، بدليل أن الملكة تخوفت من سليمان وملك سليمان لم يكن يتجاوز القرن الغربي للهلال الخصيب إلا قليلا، وقد حدى هذا ببعض المؤرخين إلى القول بأن هذه الملكة لم تكن تحكم بلاد سبأ الأصلية إنما كانت تحكم إحدى المقاطعات الشمالية الواقعة على الطريق التجاري الذي كان يطرقه المعينيون والسبئيون، وأن إمارتها هذه كانت على مقربة من فلسطين مقر حكم سليمان. (2)
كما يمكن أن يستنتج أيضا أنها كانت تحكم في منتصف القرن العاشر قبل الميلاد؛ لأنها كانت تعاصر سليمان، وكان سليمان يحكم حوالي سنة 950ق.م. (3)
أنها كانت من المكارب الأول الذين كانوا يجمعون بين الرئاسة الزمنية والرئاسة الدينية.
صفحه نامشخص