عصر قبل از اسلام

محمد مبروک نافع d. 1375 AH
114

عصر قبل از اسلام

عصر ما قبل الإسلام

ژانرها

وقد جمعها بعضهم في قوله:

لك المرباع منها والصفايا

وحكمك والنشيطة والفضول

وقل أن كنت تجد من بين أهل الصحراء سمينا مترهلا، والسبب في ذلك يرجع إلى قلة الغذاء، وإلى إقفار ما حولهم من أرض، لقد كان البدو - على حد تعبيرهم - مجموعة أو حزمة من الأعصاب والعظام والعضلات الدقيقة، وكان طعامهم اليومي من التمر المخلوط بالدقيق أو القمح المحمص مع الماء واللبن، كذلك كان لباسهم بسيطا كطعامهم، فكانوا يلبسون ثوبا هو عبارة عن قميص طويل يتمنطقون عليه ويضعون فوقه عباءا، أما لباس الرأس فكان الكوفية يحيط بها العقال، ولم يكونوا يلبسون السراويل، وقل أن كانوا يلبسون النعال . وكان أشهر صفات ذلك البدوي الصبر والمروءة، وهي في نظرهم وليدة فضيلتين هما الشجاعة والكرم، وخير ضروب الشجاعة ما كان دفاعا عن القبيلة.

وكانت كل أسرة تعيش داخل خيمة واحدة قد تكون من الوبر أو الجلد، فإذا اجتمعت عدة خيام في معسكر واحد أطلق عليها اسم الحي، وأعضاء الحي الواحد يطلق عليهم اسم القوم، وإذا تجمع عدة أقوام تربطهم صلة القربى كونوا ما يعرف باسم القبيلة، ويعتبر أفراد القوم الواحد أنفسهم أبناء دم واحد يخضعون لرئيس واحد، هو في الغالب أسن أعضاء القوم ويتداعون إلى الحرب بقولهم: يا بني فلان، وفي بعض الأحوال يدعون بيا بني فلانة، مما يدل على بقايا نظام الأمومة الذي كان أسبق على نظام الأبوة، وكان البدوي لا يملك ملكا خاصا إلا خيمته، وما تنطوي عليه من متاع متواضع، أما الماء والمرعى والأرض الزراعية - إن وجدت - فكانت ملكا للقبيلة بأجمعها، وإذا ارتكب أحد أفراد القبيلة في داخلها جريمة القتل - لم يجد من يحميه، فإذا فر عد طريدا أو خارجا على القانون، فإذا حدثت جريمة القتل خارج القبيلة احتمل أي فرد من القبيلة الجناية، كما لو كان هو الجاني، وكان العرف القائم في الصحراء ينص على أن الدم لا يغسله إلا الدم، ولقد كان هذا المبدأ هو الأساس في كثير من أيام العرب التي وصفنا بعضها سابقا، وكان في بعض الأحيان تقبل الدية.

وننتقل الآن إلى نقطة طال فيها الخلاف والجدل، وهي مركز المرأة، ثم حالة العربي الأسرية.

المرأة العربية

اختلفت الأقوال في المرأة عند العرب؛ فمن قائل: إنها كانت في طبقة تلي طبقة الرجل، وإن منزلتها كانت منحطة عن منزلة الرجل، ويستدلون على ذلك بأن البيئة البدوية بيئة حرب، والمرأة قليلة الغناء في الحروب التي هي أساس حياتهم، ويستدلون على ضعة مركزها: بما كان يحدث من وأد البنات وحرمان النساء من الإرث، والفريق الثاني يقرر: أن الرجل ما كان ينظر إلى المرأة نظرة الاستخفاف أو الاستهانة، وأن فريقا من العرب كان يفتخر بانتسابه إلى أمه كما يفتخر بانتسابه إلى أبيه، ويدللون على صدق نظريتهم بما ورد في الشعر العربي - الذي هو ديوان أخبارهم - من أن الرجل إذا أراد أن يتمدح بالكرم والشجاعة لم يكن يخاطب إلا المرأة، اعتقادا منه أنها إن رضيت عنه فقد رضي الناس عنه جميعا. (راجع أشعار حاتم الطائي وعنترة العبسي)، ودليل ثان: هو فخر العربي بأنه المدافع عن الحريم الحامي للشرف، ودليل ثالث: هو بدء معظم الشعراء قصائدهم بالنسيب، ورابع: رقتهم في عتاب المرأة أو جدلها إذا هي عذلتهم على السرف وأشارت عليهم بالقصد، ودليل خامس: هو تلقيبها - وهي زوج أو أم - بخير الألقاب مثل يا ربة القوم ويا أم مالك، ولا شك أن الكنية فيها شيء من التعظيم، ودليل سادس: هو استشارة الرجل امرأته وبناته فيمن يأتي إليه خاطبا، ونحن لا نستطيع أن نستشف من بين أقوال الفريقين ما يجعلنا نميل الميل كله إلى رأيه، وأكبر ظننا أن احترام المرأة أو احتقارها، لم يكن أمرا عاما عند كل الناس، ولا في جميع الطبقات، ونرى - لزاما علينا - أن نقرر هنا أن الإسلام كان له الفضل الأكبر في رفع مستوى المرأة ووضعها في المركز اللائق بها.

الزواج والأسرة

كان العرب يعددون الزوجات، ولم يكن هناك حد معروف لعددهن، ولعل ذلك كان نتيجة لزيادة عدد النساء على الرجال بسبب قتل الرجال في الحروب، وكانوا يطلقون، فإذا أراد الرجل أن يطلق زوجته يقول لها: الحقي بأهلك، أو ما يماثل ذلك، وكان للمرأة في بعض الأحيان الحق في أن تطلق نفسها، وطلاق المرأة كان يعرف بأن تحول باب بيتها المصنوع من الشعر أو الوبر أو الجلد إلى جهة عكس جهته الأصلية، ولكن الجمهور كان يجعل حق الطلاق للرجل، وكان الرجل يرتبط بالمرأة بعقد زواج، بعد رضائها ورضاء أوليائها، وبعد أن يتفقوا على مهر معين، وكان بعضهم يتغالى في مهر البنات حتى يبلغ مبلغا عظيما.

صفحه نامشخص