ما هي السينما!

زیاد ابراهیم d. 1450 AH
47

ما هي السينما!

ما هي السينما!: من منظور أندريه بازان

ژانرها

وحث المشاهد على «الإحساس» بالحيز بدلا من «قراءة» دلالته وحسب (لا ينبغي أن يكون هدف السينما النهائي هو أن تعني بقدر ما تكشف). فبوصفه ناقدا، رغب دوما في النظر خلال الشاشة، والعيش في المساحة التي وضعها أمامه صانع الفيلم. وهذا سبب تقديره لرينوار وويلز، وكلاهما صانعا أفلام مختلفان تماما، يستنفدان قدرات المشاهد الإدراكية بالقدر نفسه. تلتمس رؤية رينوار الطرفية ما هو خارج الإطار؛ بينما تمنح تراكيب ويلز المتباعدة ميزة للمستويات الأقرب والأبعد في الصورة.

هذه وغيرها من التأملات الأسلوبية بمنزلة «المصافي»، وهو تشبيه بازان الذي يكمل في اللغة الإنجليزية الفكرة العامة للشاشة. نقول إن شاشة النافذة تمنع مرور الحشرات، بينما تسمح بمرور الهواء عبرها. برأي بازان أن «وجدان» المخرج يصفي تدفق الحقائق في المحيط السمع-مرئي دون أن يغيرها.

18

يختار مخرج الفيلم الموضوع والمسافة والزاوية بطريقة متسقة بحيث تصفى تدفقات معينة من المعلومات المتدفقة من بين المعلومات الفائضة عن الحد التي تكون البيئة السمعية البصرية ثلاثية الأبعاد. يميل صناع السينما الواقعيون لاستخدام مصاف ذات ثقوب واسعة، بينما يستخدم صناع السينما التجريديون مصافي ضيقة الثقوب، لكن كلا الطرفين يهدفان بطريقة فعالة لصنع شيء ما مرئي، ينشأ من التدفق الفائق للكون، الذي لا يظهر إلا جزء منه على شريط السيليولويد. قارن بين هذه الفكرة عن الشاشة وبين فكرة البروفيسور ليف مانوفيتش الأكثر جرأة. يستخدم صانع الفيلم من وجهة نظره الإطار كمحراث ليدفع الركام جانبا، ويفكر في الشاشة كما يفعل رياضي يشكل بجسده «حاجزا» لمنع اللاعبين غير المرغوبين من المرور نحو الهدف.

19

قدرة «الشاشة» هذه على توحيد حركة جزيئات عشوائية، كما يبدو، في «شيء مرئي» تميزها عن «الإطار» الذي يحصر العناصر التي يحيط بها. يقول دولوز في كتابه «الطي»:

لا توجد فوضى؛ هي فكرة مجردة؛ لأنها لا تنفصل عن شاشة تجعل شيئا ما - بدلا من لا شيء - ينشأ منها. يمكن أن تكون الفوضى كثرة خالصة؛ تنوعا خالصا غير مترابط، بينما يمكن أن يكون الشيء واحدا . كيف يمكن أن تكون الكثرة واحدا؟ يجب أن توضع شاشة عملاقة بينهما. ومثل غشاء مطاطي بلا شكل محدد، [أو] حقل كهرومغناطيسي ... تجعل الشاشة شيئا يصدر من الفوضى.

20

وكما يقول أحد التعليقات الذكية على هذه الفقرة: ««ما هي السينما؟» لا هي نافذة، ولا هي إطار، السينما حركة داخل كيان أحادي، فوضى على الشاشة.»

21

صفحه نامشخص