ما هي السينما!
ما هي السينما!: من منظور أندريه بازان
ژانرها
16
لكن في عام 1943، لا بد أن بازان الشاب كان سعيدا لمجرد أن يمنح وجود سارتر الهيبة لناديه الناشئ. كان ذلك العام الذي ظهر فيه كتاب سارتر «الوجود والعدم: مقال عن علم الوجود الظاهراتي». لكن عمل سارتر السابق، أي مقاله الممتاز عن فوكنر، وكتاب «التخيل»
17
الذي نشر في عام 1940، هو ما يمكننا أن نشعر به في مقال بازان المتشكل بتمهل؛ حيث يناقش علم ظواهر الصور الناشئة عن اللوحات والتصوير. ويمكن الشعور بتأثير كتاب «التخيل» على امتداد مقال «الأنطولوجيا». وكان للكتاب أن يساعد أيضا رولان بارت في تأليف «الكاميرا لوسيدا» وهو كتاب مكرس بوضوح لكتاب «التخيل». وبالفعل، فإن مقال بازان «الأنطولوجيا» يتوسط ما بين سارتر وبارت. يستشهد به بارت - الذي كان دائما بخيلا في ذكر مراجعه - مرة واحدة، ورغم ذلك فهو في قلب كتاب «الكاميرا لوسيدا». نشعر بفكر سارتر في كتابات بازان، وبفكر بازان في كتابات بارت. وهكذا تنتقل الحياة الآخرة ذات الطابع الشبحي الكامنة في الحضور النصي.
18
ظهر لي ذلك الشبح وأنا أعد مقدمتي النسختين المعاد إصدارهما من جزأي كتاب «ما هي السينما؟» فحصت عن قرب نسخة بازان الشخصية من كتاب «التخيل» التي منحتني إياها أرملته تذكارا. وبفحص الكتاب صفحة صحفة (باستثناء الصفحات - المهمة للغاية - التي لم يقرأها؛ وأعلم هذا لأنها لم تفتح بالسكين) وجدت تخطيطاته تحت الكلمات بالقلم الرصاص، وبعض تعليقاته في الهوامش. يبدو أن بازان اشترى هذا الكتاب مباشرة في أول عام لصدوره، وهو عام 1940. ويبرز بعض جمله وأمثلته في مقال «الأنطولوجيا». زعم بازان الجريء بأن «التصوير بطبيعته الخالصة ينبع من وجود الشخص المصور؛ إنه هو الشخص المصور»
19
يردد صدى ما ذكره سارتر الذي يبدأ قسما من كتابه بهذه الطريقة: «من خلال صورة بيير أتخيل بيير ... تظهر [الصورة] لنا في أغلب الأحوال كأنها بيير شخصيا. أقول: «هذه صورة لبيير»، أو باختصار أكثر: «هذا هو بيير».»
20 (وضع بازان خطوطا تحت هذا القسم بأكمله.)
في الفقرة الثانية من مقال «الأنطولوجيا»، يمكن للمرء الشعور بروح سارتر ترفرف عن قرب. يكتب بازان عن «الدب الطيني المخترق بسهم، الذي يفترض العثور عليه في كهوف ما قبل التاريخ، وهو بديل للحيوان الحي الذي سيضمن صيدا ناجحا.»
صفحه نامشخص