102

ما بعد الأیام

ما بعد الأيام

ژانرها

وفي الزمالك، على مائدة الغداء، في اليوم التالي، أسرة طه حسين تتناول القهوة. يقول طه حسين: «ذهبت اليوم إلى رئيس الوزراء مع الوزير نجيب الهلالي، ووجدنا وزير المالية عنده، واختصرنا في جلسة اليوم مكاتبات كانت سوف تظل شهورا أو سنوات تزحف من وزارة لوزارة ومن ديوان لديوان.»

وتسأله أمينة: «كيف كان النحاس باشا؟»

طه حسين: «كان رائعا، كان متحمسا جدا، أخبرني بحديث دار بينه وبين الأمير محمد علي ولي العهد عندما ذهب يسلم عليه بعد عودته من الخارج، قال له الأمير: يا باشا، فهمت أن وزارتكم تريد تعليم جميع الناس، ومن سيخدمنا إذن إذا علمتم جميع الناس؟ فقال له النحاس باشا: أنت عائد يا سمو الأمير من أوروبا، هل كنت تخدم هناك خدمة حسنة؟ قال الأمير: طبعا، ليت عندنا خدمة مثل الخدمة في أوروبا. فقال له النحاس باشا: إن من كانوا يخدمونك في أوروبا يا سمو الأمير متعلمون، وهذا هو ما نريد أن يكون عليه الحال هنا. فضحك الأمير وقال: إذا كان كده يبقى عال.»

وتسأل السيدة سوزان: «والمهم، الميزانية ورغبتك في إنشاء كل الكليات مرة واحدة؟»

ويقول طه حسين: «موافقة تامة، ووزير المالية ارتبط فعلا.»

وينتهي من شرب القهوة ويسأل: «كم الساعة الآن؟ أظن أن موعد القطار قد حان.»

سوزان: «إذن أنت مصمم على أن تسافر للإسكندرية والقنابل تسقط عليها، وجيوش رومل على بعد سبعين ميلا منها، وقد تقتحم المدينة وأنت فيها.»

ويقول طه: «أنت قطعا تدركين أن إنشاء جامعة الإسكندرية يمكن أن يعد عملا من أعمال المقاومة الوطنية، أظن أنني يجب أن أغادر الآن إلى المحطة، ثم إن الألمان لن يقتحموا الإسكندرية، إن مصر كنانة الله في أرضه.»

وتقول سوزان: «مصمم؟ إذن هيا بنا، حقائبنا في السيارة.»

ويسأل طه: «حقائبنا؟!»

صفحه نامشخص