فأمر له بعشرة آلاف دينار وولاه شرطة شطر بغداد.
المعتضد قال لأحمد بن الطيب: يا سرخسي، إني أرى في لسانك طولًا وفي عقلك قصرًا.
معقل بن عيسى كتب إلى أخيه أبي دلف في شأن أبي تمام: يا أخي إن لم تغلب عليه بفضلك غلب عليه فضل غيرك. فقال أبو دلف: ما أظرف ما أوصاني به أخي. وأفضل على أبي تمام غاية الإفضال لأجل كلامه.
إسماعيل بن أحمد عرض عليه غلام فقال: يصلح هذا للفراش والهراش.
وكان يقول: ما أشبه بخارى في حسن ظاهرها وقبح باطنها بالإنسان الذي خلقه الله تعالى في أحسن تقويم، وباطنه كله قبح ونجاسة.
عبد الله بن المعتز قال: الخطاب من شهود الزور.
وأظرف ما قيل: النساء مهر الجنة. ومن بخل بالدنيا جادت به.
المقتدر بالله كان يقول: لم يملكنا الله تعالى الدنيا لننسى نصيبنا منها. وما وسع علينا لنضيق على من في ظلالنا.
ومن مداعباته قوله: من لذات الدنيا النظر إلى الوجوه المليحة، ونتف اللحى العريضة الطويلة، وصفق الأقفية اللحيمة الشحيمة، وغيبة الأرواح الثقيلة البغيضة.
ناصر الأطروش صاحب طبرستان، كان إذا كلمه الإنسان ولم يرفع صوته قال: يا هذا زد في صوتك فإن في أذني بعض ما بروحك.
وكان يقول: أشغل الناس من شغل مشغولا.
نصر بن أحمد صاحب طبرستان لما ولي وهو ابن تسع سنين خرج أعقل الناس وأظرف أقرانه، فجعل يقول سدادًا ويفعل صوابًا فقيل له: من علم الأمير هذه المحاسن؟ فقال: من علم ولد البط السباحة عند خروجه من البيضة؟ يعني أن له أصلًا في الملك ينزع إلى محاسنه بعرق، فيستوفي شرائطه بأدب وخلق.
وكان أبو الطيب الطاهري يهجو بني سامان ويمزق أعراضهم، ودخل إلى نصر مسلمًا فقال له نصر: يا أبا الطيب حتى متى تأكل خبزك بلحوم الناس؟ فسقط في يديه وأمسك بلسانه ونصر يضحك في وجهه، فقبل الأرض وقام يجر ذيله خجلًا، وحين وصل إلى منزله تصدق بمال وتاب من الهجاء توبة نصوحًا ولم يعد إلى عادته. فتعجب الناس من كرم نصر وظرفه وتصوبه من استعصار مثله وكف عادية لسانه بتلك اللفظة.
وكان أبو غسان التميمي من المغتبطين بحضرته، وكان من الأدباء الذين يسيئون آدابهم، فدخل يومًا على نصر وفي يده دفتر فقال: ما هذا يا أبا غسان؟ قال: كتاب أدب النفس. قال: فلم لا تقول به؟ الراضي بالله كان يقول: الإنسان خادم الإحسان، والحر عبد البر.
وكان يقول: كل طعام أعيد عليه التسخين فهو لا شيء، وكل شراب لم يستكمل أربعة أشهر فهو لا شيء. وكل غناء يخرج من تحت السبال فهو لا شيء.
ابن أبي علي أحمد بن محمد كان يقول: أبغض الأشياء إلي صبي يتشايخ وامرأة تتآمر، وكتاب ينفذ إلي بالفارسية، وامتناع من أدعوه إلى مداخلتي.
ودعا يومًا أبا منصور إلى مائدته فقال: أنا إنسان سوقي لا أحسن مؤاكلة الملوك. فقال: يا أبا منصور، ليكن طرف كمك نظيفًا وأظفارك مقلمة، وصغر اللقمة، ولا تدسم الخل والملح، وكل مع من شئت.
يوسف بن أبي الساج الدويداري كان يقول: الدنيا كلها مخاريق وإلا فلم يطول القاضي قلنسوته.؟ وكان يقول: الكيما حفظ ما ينفق عليه.
عبد الله بن نوح كان يقول: لا يحسن بالملوك والسادة الأحرار لبس المصبغات والملونات، فإنها من لباس الغلمان والصبيان، وليس لهم غير الخفي النيسابوري والملحم المروزي.
سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان كان يقول: الصاحي بين السكارى كالحي بين الأموات، يضحك من فعلهم ويأكل من نقلهم.
وكان يقول: إعطاء الشعراء من فروض الأمراء.
وكان يخاطب بسيدنا، فخاطبه جعفر بن ورقاء بسيدي. قال: إن سمحت أن أكون سيدك فلا تبخل أن أكون سيد غيرك.
ركن الدولة أبو علي بن بويه كان يقول: مثل خراسان في صعوبة فتحها ونزارة دخلها كابن آوى صعب صيده ولا يحصل خيره. وهي في معنى قول الشاعر رجز:
إن ابن آوى لشديد المقتنص ... وهو إذا ما صيد ريح في قفص
ابن عضد الدولة أبو فناخسرو كان يقول: الدنيا أضيق من أن تسع ملكين اثنين.
أبو منصور محمد بن عبد الرزاق كان يقول: قد ألان الله تعالى لأهل طوس الحجر كما ألان لداود ﵇ الحديد.
وركب يومًا إلى الصيد فرأى قومًا يصلون صلاة الفجر وكادت الشمس تطلع، فقال: ما رأيت صلاة الضحى في جماعة إلا هذه.
1 / 5