فقال : يا أمير المؤمنين ، هذه عاتكة . قال : ويلك ، أرأيتها ؟ قال : نعم . قال : ثبينا هما في حديثهما إذ طلعت وعبد الملك على سريره ، فسلمت فسكت . فقالت : ما والله لولا مكان عمر بن بلال ما فعلت ولا أتيتك ، الله لئن عدا أحد بنيه على الآخرفقتله ، وهو الولى وقد عفا لتفتانه ؟ قال : أى والله وهو راغم . قالت : نشدك الله أن لا تفعل . فسكت، فدنت منه فأخذت بيده فأعرض ، فأخذت رجله فقبلتها . فقال : هو لك ، فتراضيا ، قال : فراح عبد الملك مجلس مجلسه اللخاصة، فدخل عمر بن بلال فقال : أبا حفص ، الحكم ؟ قال : يا أمير المؤمنين الف دينار ومزرعة مما فيها من الرقيق والآلة . قال : هى لك . قال : وفرائض ولدى وأهل بيتى ؟ قال : هى لك ، فأنفذ ذلك كله .
حكي أن مصعب بن الزبير قدم الكوفة ومعه الأحنف ، فقال الناس : قدم الأحنف بأهل البصرة . قال : فجئنا ننظر وهو فى المسجد الأعظم وقد احتبى بسيفه ، ووضع مرفقه على ركبتيه ويده على خده ، وقد أطاف نه بنوتميم . فكلمهم الأحنف بشىء فقالوا : لا ، فأطرق الأحنف ساعة ثم رفع رأسه إلى الناس وقال : إن بنى تميم خيل ضعاف تأبى الشىء ثم ترجع بعده ، فقالوا : تعم نعم .
حكى عن الأصمعى(21) أنه قال : قال هشام بن عقبة (2) شهدت الأحنف
صفحه ۷۴