155

نظر إليه ؟ قال : أخى. (قالوا) فهلا أعلمنا الملك أن له أخا فيبلغ من اكرامه ما يستحق؟ قال لهم : لم أعلم بحضوره . فأمروا بأخيه فكسى أحسن الكسوة حمل على فرس ، وجاءوا به يساير أخاه .

فلما رجع الملك إلى قصره ، دخل أخوه معه فجالسه وآنسه ، ثم قال له الملك : لاترى أحدا من السود إلا ادعيت أن بيننا وبينه قراية وأدخلته على . ففعل أخوه ذلك ، فجعل يأتى بالأسود بعد الأسود فيكسى ويخلي والعشرة متهاونون بذلك ، قد حلوا بكسب الأموال ، حتى كثر السودان في دار الملك ، ولبسوا السيوف وركبوا الخيل ، فولآهم الملك حجابته وصيرهم بالسلاح على أبوايه .

وكانت العشرة يدخلون عليه بغير إذن ، ثم امتنع حجايه ، فصاروا لاياقونه لا في وقت نشاطه لهم ، وازداد السودان كثرة وعزا. فلما علم الحبشى أن الفتك به من العشرة غير ممكن تنكر لهم ، واعترض فى الأمور عليهم . وأمرهم أن لا ينفذوا شيئا إلا عن رأيه . فأرادوا الفتك به ، فامتنع عليهم بسودانه رأغلظ لهم الحبشى في لفظه . وبلغهم أنه يتوعدهم خافوه على أنفسهم . وأجالوا الرأى بينهم ، فقال أحدهم ، وهو الذى كانوا اجتمعوا فى منزله : تصيرون إلى منزلى حتى تبرموا الرأى . فصاروا إليه فقال لهم : إنا قد اقتنينا من الأموال ما لا تخاف معه فقرا ، فنستأذن (هذا) الملك في التفرق إلى أوطاننا وبلداننا ويخليه وأمره ، ونعيش فى عافية وغبطة بقية أعمارنا . فأحمعوا على ذلك . مم هابوا الملك عن مواجهته بالاستئذان . فأجالوا الرأى ، فاجتمع رأيهم على أن

صفحه ۱۵۵