أولادك الثلاثة إلى المدينة الجديدة ، وتحول القواد العشرة ببأصحابهم معهم . وتأخذ العهد لأولادك(1) على الناس . وتحول مالك وسلاحك وذخائرك مم ولدك . فإن حدث بك حدث كنت قد أحكمت الأمر لأولادك من بعدك .
تمقبل أبو مالك رأى وزيره ، وبدأ بأهل بيته فضتفهم وعضهم(2 ربنى مدينة صنعاء، وحول إليها أولاده وأجناده وذخائره مع عشرة من أصحابه . مم هلك بعد أن أحكم ما أراد . فولى الملك بعده ابنه ذو رعين وهو غرث حدث مترف، فمالت به لذاته عن سنن السياسة ، واستولى القواد العشرة على أ كثر الأمر ، فاستبدوا به ، حتى أظهروا الاستخفاف بأمر ذى رعين . وبدا منهم التهاون به ، فنا كرهم(2) وتغير لهم وهم بهم . نخافوه على أنفسهم وأرادوا الفتك به ، فلم يجسروا عليه . فأتوا أخاه ذا نواس فقالوا له : إن أخاك قذ أهانك واطرحك (4) وضتيق عليك وبلغنا أنه يريد نفسك . قال : وما عسيت أن أصنع ؟ وكيف بالوزرمنه(5) ؟ ولا أعلم لى ذنبا إليه بوجب القتل . قالوا : القد خانك على أمره بعده ، وأحب أن يصفو الأمر لولده ، وأنت بعرض هلاك وبمحل تلف . فملؤوا قلبه (فتغير) لأخيه . فلما دخل على أخيه ، أنكر ذو رعين وجه ذي نواس ، فتنكر له وعبس في وجهه .
فانصرف ذو نواس وقد تقرر قول القواد عنده ، فمال إليهم مستعينا
صفحه ۱۵۱