لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان

صدیق حسن خان قنوجی d. 1307 AH
77

لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان

لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان

ناشر

دار الكتب العلمية-بيروت

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٠٥-١٩٨٥

محل انتشار

لبنان

ذكر طرف من تَارِيخ بعض الرُّسُل والأمم الْمَاضِيَة أعلم أَن للنَّاس فِي الْعَالم مَذَاهِب ثَلَاثَة الْحُدُوث وَهُوَ مَذْهَب أهل الْملَل وَالْمَجُوس وَغَيرهم والقدم الْمُطلق أَي قدم أصُول هَذَا الْعَالم من الأفلاك ومواد العناصر وأنواع صورها على الإتصال بِلَا انْقِطَاع وَهُوَ مَذْهَب الفلاسفة والآباديين وهم قوم من أَوَائِل الْفرس يدعونَ أَن مبدأ نوعهم وقدوة دينهم رجل اسْمه مَه آباد وَأنزل عَلَيْهِ كتاب اسْمه دساتير بِالْفَارِسِيَّةِ والقدم بالنوع والحدوث بالشخص وَهُوَ مَذْهَب الهنود وَهَذِه الإحتمالات بِعَينهَا تجْرِي فِي نوع الْإِنْسَان إِذا أَقَمْنَا وجود هَذَا النَّوْع على الإتصال مقَام الْوُجُود الشخصي والتجدد فِي الْأَعْيَان مَعَ الإنقطاع مقَام الْقدَم النوعي وعَلى تَقْدِير الْحُدُوث هَذَا النَّوْع الْمَوْجُود مُخْتَلف فِي بدايته على أَقْوَال لَا يُمكن الْجمع بَينهمَا وَأَصْحَاب هَذَا الرَّأْي الْمُسلمُونَ وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس وَالتّرْك والإفرنج قبل ظُهُور النَّصْرَانِيَّة فيهم والمنقح عِنْد جَمِيع الْيَهُود وَالْمُسْلِمين مَا صور فِي كتابي تَقْوِيم التواريخ وتاريخ بَيت الْمُقَدّس للناصر مجير الدّين عبد الرَّحْمَن العلمي الْحَنْبَلِيّ الْعمريّ صنفه فِي آخر سنة تِسْعمائَة وَقد وَقع فِي الْكِتَابَيْنِ فِي بعض الْمَوَاضِع تفَاوت قَلِيل تَارَة فِي التَّعَرُّض وَالتّرْك وَتارَة فِي الرقوم وَإِنِّي قد جمعت ذَلِك مَعَ زِيَادَة فَائِدَة على مَا فيهمَا وأشرت إِلَى مَوَاضِع الإختلاف وَجعلت مبدأ التَّارِيخ على مَا فِي الْكِتَابَيْنِ هبوط آدم أبي الْبشر ﵇ وَالظَّاهِر أَنه وَقت الْخلقَة وَالله أعلم ولكنهما اعتبراه من وَقت الهبوط وَلم يتعرضا لما بَين الْخلقَة

1 / 79