لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان
لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان
ناشر
دار الكتب العلمية-بيروت
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٠٥-١٩٨٥
محل انتشار
لبنان
ژانرها
فهرست کتابها و راهنماها
وَسكت عَلَيْهِ أَبُو دَاوُد وَمَا سكت عَلَيْهِ فَهُوَ صَالح وَهَذَا الحَدِيث إِذا كَانَ صَحِيحا فَهُوَ مُجمل ويفتقر فِي بَيَان إجماله وَتَعْيِين مبهماته إِلَى آثَار أُخْرَى يجود أسانيدها وَقد وَقع إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث فِي غير كتاب السّنَن على غير هَذَا الْوَجْه فَوَقع فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث حُذَيْفَة أَيْضا قَالَ قَامَ رَسُول الله ﷺ فِينَا خَطِيبًا فَمَا ترك شَيْئا يكون فِي نَسيَه مقَامه ذَاك إِلَى قيام السَّاعَة إِلَّا حدث عَنهُ حفظه من حفظه ونسيه من قد علمه أَصْحَابه هَؤُلَاءِ وَلَفظ البُخَارِيّ مَا ترك شَيْئا إِلَى قيام السَّاعَة إِلَّا ذكره
وَفِي كتاب التِّرْمِذِيّ من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ صلى بِنَا رَسُول الله ﷺ يَوْمًا صَلَاة الْعَصْر بنهار ثمَّ قَامَ خَطِيبًا فَلم يدع شَيْئا يكون إِلَى قيام السَّاعَة إِلَّا أخبرنَا بِهِ حفظه من حفظه ونسيه من نَسيَه وَهَذِه الْأَحَادِيث كلهَا مَحْمُولَة على مَا ثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ من أَحَادِيث الْفِتَن والإشراط لَا غير لإنه الْمَعْهُود من الشَّارِع ﷺ فِي أَمْثَال هَذِه العمومات وَهَذِه الزِّيَادَة الَّتِي تفرد بهَا أَبُو دَاوُد فِي هَذَا الطَّرِيق شَاذَّة مُنكرَة مَعَ أَن الْأَئِمَّة اخْتلفُوا فِي رِجَاله فتضعف هَذِه الزِّيَادَة الَّتِي وَقعت لأبي دَاوُد فِي هَذَا الحَدِيث من هَذِه الْجِهَات مَعَ شذوذها
وَقَالَ الْحَافِظ الْفَقِيه أَبُو مُحَمَّد عَليّ بن أَحْمد بن سعيد بن حزم وَأما اخْتِلَاف النَّاس فِي التَّارِيخ فَإِن الْيَهُود يَقُولُونَ الدُّنْيَا أَرْبَعَة آلَاف سنة وَالنَّصَارَى يَقُولُونَ الدُّنْيَا خَمْسَة آلَاف سنة وَأما نَحن يَعْنِي أهل الْإِسْلَام فَلَا نقطع على علم عدد مَعْرُوف عندنَا
وَمن أدعى فِي ذَلِك سَبْعَة آلَاف أَو أَكثر أَو أقل فقد قَالَ مَا لم يَأْتِ قطّ عَن رَسُول الله ﷺ فِيهِ لَفْظَة تصح بل صَحَّ عَنهُ ﷺ خِلَافه بل نقطع على أَن للدنيا أمدا لَا يُعلمهُ إِلَّا الله تَعَالَى
قَالَ الله تَعَالَى ﴿مَا أشهدتهم خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَلَا خلق أنفسهم﴾
1 / 63