لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان
لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان
ناشر
دار الكتب العلمية-بيروت
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٠٥-١٩٨٥
محل انتشار
لبنان
ژانرها
فهرست کتابها و راهنماها
للسقف وَكَانَت جدرانه فَوق الْقَامَة فجعلوها ثَمَانِيَة عشر ذِرَاعا وَكَانَ الْبَاب لاصقا بِالْأَرْضِ فجعلوه فَوق الْقَامَة لِئَلَّا تدخله السُّيُول وَقصرت بهم النَّفَقَة عَن إِتْمَامه فقصروا عَن قَوَاعِده وَتركُوا مِنْهُ سِتَّة أَذْرع وشبرا أداروها بجدار قصير يُطَاف من وَرَائه وَهُوَ الْحجر
وَبَقِي الْبَيْت على هَذَا الْبناء إِلَى أَن تحصن ابْن الزبير بِمَكَّة حِين دَعَا لنَفسِهِ وزحفت إِلَيْهِ جيوش يزِيد ين مُعَاوِيَة مَعَ الْحصين بن نمير السكونِي وَرمى الْبَيْت سنة أَربع وَسِتِّينَ فَأَصَابَهُ حريق يُقَال من النفط الَّذِي رموا بِهِ على ابْن الزبير فَأَعَادَ بناءه أحسن مِمَّا كَانَ بعد أَن اخْتلفت عَلَيْهِ الصَّحَابَة فِي بنائِهِ وَاحْتج عَلَيْهِم بقول رَسُول الله ﷺ لعَائِشَة ﵂ لَوْلَا قَوْمك حديثو عهد بِكفْر لرددت الْبَيْت على قَوَاعِد إِبْرَاهِيم ولجعلت لَهُ بَابَيْنِ شرقيا وغربيا فهدمه وكشف عَن أساس إِبْرَاهِيم ﵇ وَجمع الْوُجُوه والأكابر حَتَّى عينوه وَأَشَارَ عَلَيْهِ ابْن عَبَّاس بِالتَّحَرِّي فِي حفظ الْقبْلَة على النَّاس فأدار على الأساس الْخشب وَنصب من فَوْقهَا الأستار حفظا للْقبْلَة وَبعث إِلَى صنعاء فِي الْفضة والكلس فحملها وَسَأَلَ عَن مقطع الْحِجَارَة الأول فَجمع مِنْهَا مَا احْتَاجَ إِلَيْهِ ثمَّ شرع فِي الْبناء على أساس إِبْرَاهِيم ﵇ وَرفع جدرانها سبعا وَعشْرين ذِرَاعا وَجعل لَهَا بَابَيْنِ لاصقين بِالْأَرْضِ كَمَا روى فِي حديه وَجعل فرشها وارها بالرخام وصاغ لَهَا المفاتيح وصفائح الْأَبْوَاب من الذَّهَب
ثمَّ جَاءَ الْحجَّاج لحصاره أَيَّام عبد الْملك وَرمى على الْمَسْجِد بالمنجنيقات إِلَى أَن تصدعت حيطانها ثمَّ لما ظفر بِابْن الزبير شاور عبد الْملك فِيمَا بناه وزاده فِي الْبَيْت فَأمره بهدمه ورد الْبَيْت على قَوَاعِد قُرَيْش كَمَا هِيَ الْيَوْم وَيُقَال انه نَدم على ذَلِك حِين علم صِحَة رِوَايَة ابْن الزبير لحَدِيث عَائِشَة
وَقَالَ وددت أَنِّي كنت حملت أَبَا خبيب فِي أَمر الْبَيْت وبنائه مَا تحمل فهدم الْحجَّاج مِنْهَا سِتَّة أَذْرع وشبرا مَكَان الْحجر وبناها على أساس قُرَيْش وسد الْبَاب الغربي وَمَا تَحت عتبَة بَابهَا الْيَوْم من الْبَاب الشَّرْقِي
1 / 182