وقال متولي: عشرون ألفا! ماذا أصنع بها؟! الثورة هذه أنا أعرفها جيدا يا ياسر بك.
اسمع يا بني يا ياسر، قل له كلمتين:
أولا:
أنا أعرف كيف أجعله يثور ثورة حقيقية ويصبح بين الناس مثل الكلب الأجرب.
ثانيا:
لا يظن أنني إذا لم أحصل على النقود منه بالرضا سأعجز عن الحصول عليها بالحكومة، فالنسبة المئوية التي سأحصل عليها من التبليغ عن تهربه من الضرائب وتهريبه للأموال أكبر بكثير من المائة ألف جنيه.
وحينئذ ثار ياسر ثورة حقيقية. - ما هذا يا رجل؟! لماذا أنت بهذه السفالة؟ الرجل يريد أن يساعدك.
ويقاطعه متولي: سفالة، سفالة يا ياسر، لقد اشتراك بضاعة وتدافع عنه. - فشرت. - بل فشرت أنت. أنت لا تعرف ما يجري وراءك. - ماذا يجري؟!
صمت متولي وكأنما أفاق إلى حقيقة لم يكن ذاكرها وقال له: أنا آسف يا ياسر بك يا بني، أنا آسف، أنا في دوامة هذه الأيام فلا تؤاخذني. - ماذا يجري ورائي؟
فكر متولي كثيرا يبحث عن شيء يقوله، فقد قال كلمة إذا لم يشرحها لن يمكنه من بعد أن يصل بحديث إلى ياسر أبدا. طال صمته ثم قال في لمحة من خاطر: ألم يعرض عليك صفوت أن تعمل معه؟
صفحه نامشخص