راز عشتار
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
ژانرها
73
وهناك من الأدلة ما يشير إلى أن كاهناتها كن يلبسن أردية من ريش النسور، ويضعن أقنعة على هيئة رءوس النسر خلال الطقوس وتقديم القرابين.
74
هذا وقد بقي النسر رمزا للأم الكبرى في بعض ثقافات عصور الكتابة، كما هو الحال في مصر، حيث أظهرت الأعمال التشكيلية أحيانا الأم الكبرى برأس النسر. كما اعتقد المصريون قديما بأن النسور كلها من جنس الإناث وأنها تحبل بواسطة الريح.
75
وفي الأعمال التشكيلية الإغريقية تظهر الطيور مرافقة لأرتميس كما هو الحال في الشكل (
4-12 ) الموضح آنفا. إلا أنها تظهر على وجه الخصوص مرافقة للإلهة أفروديت المشهورة بحماماتها التي تنتشر حولها أو تهدأ بين يديها. ومع أفروديت يتخذ رمز الطائر دلالة إضافية، فهي إلهة الحب الذي يجعل أفئدة البشر تخفق كخفق أجنحة الحمام عندما تضطرم الجنبات بالعواطف. وابنها الإله كيوبيد هو الإله الحمامة، الذي يطير دوما بجناحين أبيضين فيرمي بسهامه قلوب البشر ليزرع فيها الحب والعشق.
وفي الأيقونات المسيحية منذ العصر البيزنطي، تبدو الحمامة كرمز للألوهة، وللروح القدس الذي يهبط على السيدة مريم ليهبها غلاما. وفي هذا النوع من الأيقونات التي تدعى بأيقونات البشارة، نجد العذراء والملاك الذي يأتيها بالبشارة، ثم حمامة الروح القدس البيضاء ترف داخل دائرة في الأعلى، تنحدر منها ثلاث حزم من نور على البتول.
76
وهذه الأيقونات تعتمد حادثة البشارة الواردة في العهد الجديد موضوعا لها، عندما هبط الملاك يبشر مريم بمولودها: «فقالت مريم للملاك: كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا؟ فأجاب الملاك وقال لها: الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك؛ فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله.»
صفحه نامشخص