راز عشتار
لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
ژانرها
وقد بلغ تقديس النار أوجه في الديانة الزرادشتية، التي كان أتباعها يقدسون النار باعتبارها التجلي الحقيقي للإله أهورا مزدا، نور الكون والقدرة الكامنة وراءه. وفي الديانات التي تبدو بعيدة كل البعد عن تقديس النار بصورة مباشرة غالبا ما نجد هذه النار قائمة خلف رموز القداسة والألوهية. فعند اليهود تجلى الرب لموسى أول مرة على هيئة شعلة نارية: «فساق الغنم إلى البرية، وجاء إلى جبل حوريب. وظهر له ملاك الرب بلهيب نار وسط عليقة، فنظر وإذا العليقة تتوقد بالنار، والعليقة لم تكن تحترق. فقال موسى: أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم، لماذا لا تحترق العليقة؟ فلما رأى الرب أنه مال لينظر، ناداه الرب من وسط العليقة وقال: موسى، موسى. فقال: ها أنا ذا. فقال: لا تقترب إلى ها هنا اخلع حذاءك من رجليك؛ لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة.»
38
وهذا المكان من سيناء الذي تجلى عنده الرب لموسى في هيئة نارية، لا يبعد كثيرا عن معبد سيدة التوركواز الذي أقامه السوريون في قفر سيناء للأم الكبرى سيدة الشعلة.
39
وفيما بعد، كان حضور يهوه مرتبطا بالنار، وكانت النار تشتعل ليلا فوق الخيمة التي كانت مسكن الرب ومقر تابوت العهد: «وفي يوم إقامة المسكن، غطت السحابة المسكن خيمة الشهادة. وفي المساء كان على المسكن كمنظر نار إلى الصباح هكذا دائما، السحابة تغطيه ومنظر النار ليلا»
40 ... «وكان جبل سيناء كله يدخن من أجل أن الرب نزل عليه بالنار، وصعد دخانه كدخان الأتون.»
41
وقد انتقل رمز الشجرة الملتهبة، كتجل قدسي، من التوراة إلى التقاليد المسيحية التي وجدت في الشجرة رمزا للسيدة العذراء، وفي النار المتوقدة رمزا للسيد المسيح: «رأى موسى العليقة في جبل حوريب تتوقد بالنار وهي لا تحترق، فتحتفظ بين ألسنة اللهيب بنضارة اخضرارها ورطوبة ماديتها. ومريم حبلت وولدت كلمة الله المتأنس: النار الملتهبة، ومع ذلك لم تثلم البتولية ولم تفض البكارة، فحافظت في أمومتها على ماهية بتوليتها، وجمعت في ذاتها بين ضدين: شرف الأمومة وسناء البتولية. لقد أدرك موسى في العليقة سر ولادتك العظيم، أيتها العذراء القدسية المنزهة عن الفساد.»
42
هذا وقد بقيت طقوس النار القديمة مستمرة حتى الأزمنة الحديثة، رغم أن الناس قد نسوا منشأها وضاعوا عن أصلها؛ ففي أوروبا الحديثة نزولا إلى وقت متأخر من القرن التاسع عشر، كان الفلاحون يقومون بطقوس وشعائر لا تخفي طابعها العشتاري القديم. من ذلك مثلا طقوس نار الصوم الكبير.
صفحه نامشخص