لباب الإعراب المانع من اللحن

عبد الوهاب الشعراني d. 973 AH
20

لباب الإعراب المانع من اللحن

لباب الإعراب المانع من اللحن في السنة والكتاب

ژانرها

وأما (أو) فتكون تارة للشك ، وتارة للتخيير ، وتارة للإباحة ، تقول في الشك ، جاءني زيد أو عمرو ، وفي التخيير : كل السمك أو اشرب اللبن ، فليس له أن يجمع بينهما ، وتقول في الإباحة : كل اللحم أو الثريد ، فله الجمع بينهما .

وأما (أم) فهي عديلة الاستفهام عما وقع فيه الشك ، تقول : أزيد في الدار أم عمرو ، وقال تعالى : } أهم خير أم قوم تبع }(278) وتقول في التسوية بين الشيئين : سواء عليه أقام أم قعد ، وقال تعالى : } سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم }(279).

وأما ( إما ) - بكسر الهمزة - فتجري مجرى (أو) في الشك وغيره ، إلا أنها تأتي قبل الاسمين فتؤذن بالشك في أول الكلام ، ولذلك كررت(280) ، تقول : رأيت إما زيدا وإما عمرا ، قال(281) تعالى : } إما شاكرا وإما كفورا }(282) بخلاف ( أما ) بفتح الهمزة فإنها وإن كانت من حروف العطف فلابد لها من جواب لما فيها من معنى الشرط ، تقول : أما زيد فقائم ، وقال تعالى : } وأما ثمود فهديناهم }(283) ، وإن كررت فإنما هي لعطف كلام على كلام(284) بالواو ، كقوله(285) تعالى : } فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث }(286) .

وعاشر الحروف (حتى) ، وتكون ناصبة ، تقول : أكلت السمكة حتى رأسها - بالنصب ، وتكون لانتهاء الغاية وغير ذلك ذكرناه في مبحث الحروف من أصول الفقه(287) والله أعلم .

فرع : لا يعطف اسم على اسم إلا إذا اتفقا في الفعل ، نحو: قام زيد وعمرو ، فإن اختلفا لم يجز العطف ، فلا يقال : مات زيد والشمس، إذ الشمس(288) لا توصف بالموت، وكذلك لا يعطف الفعل على الفعل ، إلا إذا اتفقا ، فلا يقال : قام ويقعد وأما قوله تعالى : } إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله }(289) ، فالواو ليست للعطف وإنما هي واو الحال ، المعنى : إن الذين كفروا فيما مضى وهم الآن يصدون عن سبيل الله (290).

صفحه ۲۸