النوع الثالث : منصوب ، لأنه مفعول له وهو ما يقع الفعل لأجله وبسببه ، نحو قولك : جئتك ابتغاء معروفك (أي بسبب ابتغاء معروفك)(123) ، وقال تعالى : } يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت { (124) أي لحذر الموت ، فتكون لام السبب مقدرة(125) في جميع ذلك .
النوع الرابع : منصوب ؛ لأنه مفعول معه كقولك : استوى الماء والخشبة ، وكنت وزيدا كالأخوين ، ونحو ذلك . وإنما هو مفعول معه؛ ؛ لأنك وضعت الواو مكان مع ، أي : استوى الماء مع الخشبة .
النوع الخامس : منصوب ، لأنه مفعول مطلق وهو المصدر ، وإنما سمي مفعولا مطلقا ؛ لأنه هو المفعول الذي أحدثه الفاعل وأوجده بعينه بخلاف سائر المفعولات(126) . وإنما سمي مصدرا ؛ لأن الأفعال تصدر عنه(127)، فشبه بمصدر الإبل وهو الماء الذي تصدر عنه الإبل وتذره(128) .
وحد المصدر: كل اسم دل على معنى في زمان مجهول ، تقول: ضربت ضربا ، وجلست جلسة ، ومن ذلك قولهم: أهلا وسهلا ومرحبا ، فإنها منصوبة بتقدير أفعال ليست من لفظ المصادر.
المعنى : أتيت(129) أهلا لا عزبا (130) ، وأتيت مكانا سهلا لا حزنا(131) ، وأتيت مرحبا لا مضيقا ، ومنه أيضا قولهم : لقيته عيانا ، ولقيته فجأة ، وأخذته سماعا .
النوع السادس : منصوب ، لأنه مفعول فيه :
وهو الظرف ، والظرف : الوعاء من الأزمنة والأمكنة ، فأما الأزمنة فنحو قوله: قمت وقتا من الأوقات ، وسهرت ليلة من الليالي ، وفي الحديث : " زرغبا تزدد حبا "(132).
وأما الأمكنة فالجهات الست وما في معناها ، والجهات : خلف وقدام وفوق وتحت ويمين وشمال وأمام ، وما في معناها(133) ، فكنحو ، وعند ، ووسط ، تقول: مررت نحو(134) زيد ، وقمت عندك ، وجلست وسط الدار ، ونحو ذلك .
النوع السابع : منصوب بالحال والحال صفة مذكورة تجيء بعد كلام تام معرفة ، كقولك جاء زيد راكبا ، أي في حال ركوبه ، ومنه هذا زيد قائما ، أي: في حال قيامه ، وفي القرآن : } وهذا بعلي شيخا }(135) ، ومن ذلك قوله تعالى : } وهو الحق مصد قا } (136) ، وعلامة الحال أن يكون موضوعا لجواب كيف ، فإذا قيل لك : كيف جاء زيد ؟ تقول: جاء راكبا ، ونحو ذلك.
صفحه ۱۹