مونيم :
أنا لا أرضى لذاتي
صاحبا غير أبيك
والوفا من واجباتي
فاقتصر لا أرتضيك
فرناس :
كفى يا مونيم كفى، عني إعراضا وجفا، فإلام أطلب منك قربا فتطلبين مني ابتعادا؟ وأبتغي منك لينا وأنت لا تزيدين إلا قساوة وعنادا! فكفاك أيتها القاسية تجبرا وازدراء، واعلمي أني سأضاعف لك الجزاء، إذا بقيت مصرة على هذا العناد، وحاولت سبيلا لمسالمتي والسداد، كم عاملتك بالرحمة فقابلتني بالقساوة، وخاطبتك بالرأفة فأظهرت الإعراض والعداوة، فأمعني النظر بمن تخاطبين، وافتكري عمن تمتنعين، واعلمي أني سيدك ومولاك، وفي يدي سعادتك وشقاك، وها أنا أفوض لك يا مونيم أمرين، فانظري فيهما وميزي شأنهما من الزين، وهما الحياة والسعادة بالقرب مني، والممات والشقاوة بالبعد عني، فاختاري لنفسك ما يطيب، واعتمدي على السلامة دون التعذيب، وها أنا ذاهب عنك الآن، لتفضلي الربح عن الخسران، ويتم الأمر حسب المراد، ونكتفي شر هذا العناد.
الواقعة الرابعة (أرباط، فرناس)
أرباط :
إن خبر قدوم أخيك يا مولاي صحيح، وعن قريب يحضر إلى هنا وترى وجهه الصبيح.
صفحه نامشخص