91- ولى نعام بني صفوان زوزأة
..................
بهمز ألف " زورأة " ، والظاهر أنها لغة مطردة؛ فإنهم قالوا في قراءة ابن ذكوان: " منسأته " بهمز ساكنة: إن أصلها ألف، فقلبت همزة ساكنة.
فإن قيل: لم أتى بصلة " الذين " فعلا ماضيا؟
قيل: ليدل ذلك على ثبوت إنعام الله - تبارك وتعالى - عليهم وتحقيقه لهم، وأتى بصلة " أل " اسما ليشمل سائر الأزمان، وجاء مبنيا للمفعول؛ تحسينا للفظ؛ لأن من طلبت منه الهداية، ونسب الإنعام إليه لا يناسبه نسبة الغضب إليه، لأنه مقام تلطف، وترفق لطلب الإحسان، فلا يحسن مواجهته بصفة الانتقام.
والإنعام: إيصال الإحسان إلى الغير، ولا يقال إلا إذا كان الموصل إليه الإحسان من العقلاء، فلا يقال: أنعم فلان على فرسه، ولا حماره.
والغضب: ثوران دم القلب إرادة الانتقام، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام:
" اتقوا الغضب فإنه جمرة توقد في قلب ابن آدم، ألم تر إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه ".
وإذا وصف به الباري - تبارك وتعالى - فالمراد به الانتقام لا غيره.
قال ابن الخطيب - رحمه الله تعالى -: هنا قاعدة كلية، وهي أن جميع الأعراض النفسانية - أعني الرحمة، والفرح، والسرور، والغضب، والحياء، والعتو، والتكبر، والاستهزاء -لها أوائل ولها غايات.
صفحه نامشخص