[ق: 1] ولكن القائل بذلك لم يفرق بين موضع وموضع، فالرد لازم كله.
والجر من وجه واحد، وهو أنها مقسم بها، حذف حرف القسم، وبقي عمله كقولهم: " الله لأفعلن " أجاز ذلك الزمخشري، وأبو البقاء رحمهما الله، وهذا ضعيف؛ لأن ذلك من خصائص الجلالة المعظمة لا يشاركها فيه غيرها.
فتخلص مما تقدم أن في " الم " ونحوها ستة أوجه وهي: أنها لا محل لها من الإعراب، أو لها محل، وهو الرفع بالابتداء، أو الخبر.
والنصب بإضمار فعل، أو حذف حرف القسم.
والجر بإضمار حرف القسم.
فصل في الحروف المقطعة
سئل الشعبي - رحمه الله تعالى - عن هذه الحروف فقال: سر الله، فلا تطلبوه.
وروى أبو ظبيان عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: عجزت العلماء عن إدراكها، وقال الشعبي وجماعة رحمهم الله سائر حروف التهجي في أوائل السور من المتشابهة الذي استأثر الله بعلمه، وهي سر القرآن؛ فنحن نؤمن بظاهرها، ونكل العلم فيها إلى الله تعالى.
قال أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه: " في كل كتاب سر، وسر الله - تعالى - في القرآن أوائل السور ".
ونقل ابن الخطيب رحمه الله أن المتكلمين أنكروا هذا القول، وقالوا: لا يجوز أن يرد في كتاب الله ما لا يكون مفهوما للخلق، واحتجوا عليه بآيات منها:
صفحه نامشخص