أما بعد: فإن في الصبر على المصائب والبلاايا والمحن والرزايا (¬4) ما يعقب الأجر ويشرح الصدر، وفي الجزع والتسخط (¬5) بالقضاء ما يحبط (¬6) الأجر، ويعظم الوزر (¬7). وقد ابتلي الرب سبحانه عباد في هذه الدجار بالسراء والضراء، وفرض عليهم الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء؛ ليجزيهم بذلك في دار البقاء بما كان منهم في دار الفناء.
وهذه كلمات سطرتها ترغيبا في تسلية مصاب؛ لأشاركه في الثواب:
عن عبد الله بن مسعود (¬1)، رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من عزي مصابا، فله مثل أجره) (¬2).
وعن أبي [برزة] (¬3)، رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من عزى ثكلى كسي بردا في الجنة) (¬4)، رواهما الترمذي (¬5) وغيره.
صفحه ۱۱