وعند ذكره ﷺ، وروود اسمه الشريف وكتابته وفي الخطب وعند رواية الحديث وتعليم الناس العلم إلى غير ذلك من المواطن (١) .
ومن تعظيمه ﷺ نصرته والذب عنه، وقد أوجب الله على الأمة تعزير نبيه ﷺ وتوقيره، وسبق أن بينا أن تعزيره ﷺ يتضمن معنى النصرة والتعظيم. فواجب على الأمة أن تنصر الله ورسوله، وأن تنتصر لله ورسوله، وإذا كان نصر آحاد المسلمين واجبا، لقوله ﷺ: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» (٢) .
وقوله ﵊: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته» (٣) .
فكيف لا يكون نصر الرسول ﷺ من أوجب الواجبات، بل حقه أن يفدى بالأنفس والأموال وأن يؤثر بكل عزيز وغال.
قال تعالى: ﴿مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ﴾ [التوبة: ١٢٠] (٤) الآية.
فحرم الله على المؤمنين التخلف عن نصرة نبيه والرغبة بالأنفس عنه، وأوجب على المؤمنين نصرته، وذلك في آيات عدة من القرآن منها:
قوله تعالى: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: ١٥٧] (٥) .
وقال تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ﴾ [التوبة: ٤٠] (٦) الآية.
(١) للوقوف على هذه المواطن وغيرها. انظر الشفا، ٢ / ٦٤ - ٦٨.
وجلاء الأفهام، ١٩٣ - ٢٦١، وفتح الباري، ١١ / ١٦٩.
(٢) أخرجه البحاري في كتاب المظالم. باب: أعن أخاك ظالما أو مظلوما ٣ / ١٦٨. والإمام أحمد في المسند، ٣ / ٩٩.
(٣) أخرجه البخاري في كتاب المظالم. باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه ٣ / ١٨٦.
(٤) سورة التوبة، آية (١٢٠) .
(٥) سورة الأعراف، آية (١٥٧) .
(٦) سورة التوبة، آية (٤٠) .