Live with the Caliphs and Kings
عش مع الخلفاء والملوك
ناشر
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م
ژانرها
ظهور ما أخبر به النبي ﷺ عن سير الحكم لا على الإطلاق بل المراد برهة من الوقت فقال ﷺ: «الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة والأمانة في الأزد» (١)، ولا يكون على الإطلاق ما لم يتمسك الملك بوصية رسول الله ﷺ نصا وروحا، قال ﷺ: «وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله» (٢).
أما قوله ﷺ: «إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (٣)، في بعض طرق الحديث الصحيحة «كلهم يجتمع عليه الناس» فالمراد بالاجتماع انقيادهم لبيعته، والذي وقع أن الناس اجتمعوا على أبي بكر ﵁، ثم عمر ﵁، ثم عثمان ﵁، ثم علي ﵁، إلى أن وقع أمر الحكمين في صفين فلقب معاوية يومئذ بالخليفة، ثم اجتمع الناس على معاوية ﵁ عند صلح الحسن ﵁، ثم اجتمعوا على ولده يزيد، ولم ينتظم للحسين ﵁ أمر بل قتل قبل ذلك، ثم لما مات يزيد وقع الاختلاف إلى أن اجتمعوا على عبدالملك بن مروان بعد قتل ابن الزبير، ثم اجتمعوا على أولاده الأربعة: الوليد، ثم سليمان، ثم يزيد، ثم هشام، وتخلل بين سليمان ويزيد عمر بن عبدالعزيز، فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين، والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبدالملك اجتمع الناس عليه لما مات عمه هشام فولي نحو أربع سنين، ثم قاموا عليه فقتلوه، وانتشرت الفتن وتغيرت الأحوال من يومئذ، ولم يتفق أن يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك، لأن يزيد بن الوليد الذي قام على ابن عمه الوليد بن يزيد لم تطل مدته، بل ثار عليه قبل أن يموت ابن عم أبيه مروان بن محمد بن مروان، ولما مات يزيد ولي أخوه إبراهيم فغلبه مروان، ثم
_________
(١) أحمد حديث (٨٧٦١) رجاله ثقات.
(٢) مسلم حديث (١٢١٨).
(٣) مسلم حديث (١٨٢١).
1 / 15