Literary Criticism and Its Modern Schools
النقد الأدبي ومدارسه الحديثة
ناشر
دار الثقافة-بيروت
شماره نسخه
الأولى
محل انتشار
لبنان
ژانرها
ويكون شرح ولسن أحيانًا تحليلًا رمزيًا دقيقًا. وأحيانًا تلخيصًا مباشرًا لحبكة القصة، حادثة إثر حادثة كأنه تلخيص طلاب الجامعات. ويتضح ذلك في التلخيص الطويل لأوجين أونيغين (١) Yevgeni Onyegin و" دورة اللولب " (٢) The Turn of the Screw في الفصلين المعقودين لبوشكين وجيمس في كتابه " الفنانون أو المفكرون كثيرًا " The Triple Thinkers (١٩٣٨) . ويبلغ شرحه أحيانًا درجة فائقة من البراعة كما يتجلى في ترجمته لمسرحية " عربة التفاح " The Apple Cart لشو، إلى عبارات موسيقية. وأحيانًا يكون مجرد محاولة تتجاوز حدود الإمكان، كمحاولته تركيز الجوهر النظري للتفكير الماركسي في فقرتين من كتابه " إلى محطة فنلندة " To the Finland Station (١٩٤٠) . ولكن هذا الشرح يظل للقارئ الجاهل نسبيًا على الأقل، في كل الأحوال، كثيرًا بل ضروريًا في بعض الأحيان.
ويتجلى إبداع ولسن، عندما يكون " ناقدًا ممهدًا ". وهذا مصطلح عرفه جون ماسي بقوله: " إنه الناقد الذي يدعو الغرباء بسحره وبراعته إلى التعرف على رجل عظيم ". وهنالك عقبة تعترض سبيل الناقد الممهد، وهي أن قيمته تتضاءل بنسبة حظ جمهوره من المعرفة ومن الألفة بالأثر الذي يضطلع ببحثه، حتى إنها تكاد تتلاشى عند القارئ الذي يتمتع بحظ من الثقافة. ويدرك ولسن هذا جيدًا، ولذا فقد جنح بكتابته عامدًا إلى القارئ الجاهل، وظل دائمًا يعتبر نفسه " مبسطًا " في المقام الأول. وكتب في مقالة تحدث فيها عن نفسه بعنوان " خواطر حول وضع فهارس
_________
(١) مسرحية شعرية لبوشكين صور فيها المجتمع الروسي، وأقامها على فكرة وجود الخير في الإنسان بالفطرة، وبين اثر المجتمع في إفساده والعبث بمثله.
(٢) قصة أشباح لهنري جيمس، رواها جيمس من مذاكرات عانس كانت تعمل في شبابها مربية في ضيعة إنجليزية منعزلة. وكانت تؤمن بوجود الأشباح وبتأثيرها على البشر.
1 / 39