وقال عباس: لا ... لا ... أبدا ... إنما أخشى ... أخشى ...
فقال الرجل في طيبة: قل ماذا تخشى يا ابني. - أخشى أن يصيبها شيء في الولادة. - وأي شيطان أوحى إليك بهذه الفكرة؟ ألا تعرف أن تسعين في المائة من الأمهات يلدن بلا أي صعوبة؟ - ولكن هناك عشرة في المائة ...
ولم يستطيع أن يكمل الجلة فقال الرجل: ولماذا تحسب أن زوجتك بين العشرة في المائة وليست من التسعين في المائة؟ أظن التسعين في المائة أكثر.
وسكت عباس قليلا وقال: إني خائف. - أنت الذي تخلق الخوف في نفسك. مم خوفك؟ - لا أدري. - قل يا رب.
وسكت عباس قليلا وظل مطرقا. لقد كان يتمنى في لحظته تلك أن يستطيع إرسال هذه المناجاة إلى السماء، ولكنه يحس أن السماء مغلقة دونه. وعاد الرئيس يقول: قل يا رب، وقبيل موعد الولادة خذ إجازة لتستطيع أن تبقى إلى جوار زوجتك.
وقال عباس: أشكرك. - لا، هذا واجبي، واجبي كوالد يا عباس، مع السلامة يا ابني.
الفصل الثاني والعشرون
لم يكن نائما حين قالت له ليلى: أظن الوقت قد حان.
فقفز عن السرير وراح يهرول ليوقظ خالته التي ألح عليها أن تلازم ابنتها قبيل الولادة بأيام، ثم عاد يهرول إلى الغرفة ويسألها: هيه، هل حصل شيء؟
وتضحك ليلى قائلة: ماذا يمكن أن يحصل في اللحظة غبتها عني؟ - حسبت ... خشيت ...
صفحه نامشخص