وصارمت خلاني وهم يصلونني
وقد كنت وصال الخليل، وإن صرم
وآنسني فقد الجليس، وأوحشت
مشاهده نفسي، ولم أدر ما اجترم
نعم، يا سلطانة، لقد نبا ناظري عن كل منظر، ونبا سمعي عن كل صوت، ولولا الحياء لصارمت خلاني وأهلي، وانزويت في غرفتي أناجيك، وأبكيك.
11
ليلة عيد الميلاد.
في مثل هذه الليلة من كل سنة كنا نقيم شجرة عيد الميلاد: نقف حولها، ونوزع الهدايا، ونغني أغاني العيد، ونلبس التيجان من الورق الملون الجميل، ونعقد حلقات الرقص، وكان كثيرون من الأهل والأصدقاء يشاركوننا في ليالينا هذه؛ ولعلنا كنا أول من مارس إقامة شجرة عيد الميلاد من الشرقيين في هذه البلاد.
كنا في بعض السنين نقضي عطلة العيد متنقلين إما في فلسطين، وإما في لبنان، وإما في مصر، فنروح ونجيء والدنيا باسمة لنا، وكأننا أمنا فجاءات الليالي.
ما كان أسعدنا، وأجمل حياتنا، لقد علمنا الناس كيف يكون الحب، وكيف يكون الوئام، وكيف تطيب الحياة!
صفحه نامشخص