أسعفاني بالبكاء
ودعا كل عزاء
أحب أن أقف على قبرك، وأستوقف، وأبكي، وأستبكي، فأقول:
قفا نبك من ذكرى أذابت حشاشتي
ولا تبخلا بالدمع، فالدمع حاجتي
إن هذا الحزن الباطن يتطلب الخروج فإذا لم يخرج بكاء خرج غضبا أو جنونا.
إن هذا التجلد لا يزيل الحزن ولكن يكبته إلى أن يجد منفذا فيخرج، مما يدل أن الطبيعة لا تطيق الكبت، وأن التجلد غير طبيعي. وليس شيء في ملتي واعتقادي أضر من مخالفة سنن الطبيعة، وقد سنت الطبيعة للحزن البكاء، فمن علمنا هذا التجلد؟!
لقد أفسدنا طبائعنا ونحن لا ندري، ولعل القدماء كانوا أعرف بطبائعهم وأطوع لها منا، فقد كانوا يعقدون المناحات للتنفيس عن صدورهم، وكانوا إذا لم يكف البكاء يعقدون حلقات رقص حول القبور يهتزون فيها ألما، بل قد يلطمون وجوههم، ويشقون جيوبهم، ويضربون رءوسهم بالجدران، يفعلون كل ذلك ليجد الحزن منفذا يخرج منه. (8) لما عشنا متنا!
ما كادت سيدتي أم سري تصل إلى أجمل أدوار الحياة.
وما كاد أولادنا يستوفون ثقافتهم العالية، ويلمون ببعض الفنون الجميلة إلمامة كافية.
صفحه نامشخص