176

Letters of Sunna and Shia by Rashid Rida

رسائل السنة والشيعة لرشيد رضا

ناشر

دار المنار

ویراست

الثانية

سال انتشار

١٣٦٦ هـ - ١٩٤٧ م

محل انتشار

القاهرة

ژانرها

وهو السفلية.
سواء أريد بها كلمة الشرك أو كلمة الحكم، فقد كان لأهلها السيادة في بلاد العرب حتى مكة المكرمة، ودنسوا بيت الله بأوثانهم فأذل الله أهلها وأزال سيادتهم بظهور الإسلام بعد كفاح معروف.
وإن أريد بها تقريرهم لقتل النبي ﷺ، فالأمر ظاهر أيضًا، وكل من الأمرين حصل بجعل الله وتدبيره ثم بكسب المؤمنين وجهادهم.
وأما كلمة الكفر في نفسها، وبصرف النظر عن تلبس بعض الشعوب أو القبائل بها، فلا حقيقة لها، أعني أن الشرك لا حقيقة لمضمونه في الوجود وإنما هو دعاوى لفظية صادرة عن وساوس شيطانية خيالية، كما قال تعالى ﴿ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان﴾ .
وقد ضرب الله المثل للكلمتين وأثرهما في الوجود قوله في سورة إبراهيم ﵇ ﴿ألم تر كيف ضرب الله مثلًا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون (٢٨) ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها

2 / 56