Lessons of Sheikh Ibrahim Al-Fares
دروس للشيخ إبراهيم الفارس
ژانرها
مصدر عقيدة اليهود الأول التوراة
التوراة: هي كتاب الله ﷾ المنزل على موسى ﵇، ولكن عندما تتدبر في التوراة وتفحصها، وتدرسها دراسة دقيقة متأنية تجد أنها محرفة تحريفًا ليس باليسير، وهذا التحريف لم يطل القصص التاريخية أو المناهج الفقهية فقط، بل طال حتى المسائل العقدية، فمثلًا تقرأ في كتاب الله ﷾ عن اليهود أنهم قالوا: ﴿إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ﴾ [آل عمران:١٨١].
وقالوا عن الله ﷾: ﴿يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾ [المائدة:٦٤].
وقالوا: ﴿عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ﴾ [التوبة:٣٠].
وقالوا: ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ [المائدة:١٨].
فتجد أن هذه الآيات قد سطرت في التوراة بمعان مختلفة وألفاظ مختلفة، ولكن المعنى واحد.
إذًا: معنى هذا أنهم عندما يتحدثون عن الله ﷾، يتحدثون معه على أن له أوصافًا سبحانه، أقل من بعض الناس.
فلو وصفت أحدًا بأنه بخيل، لنقد عليك وانتقدك، ولو وصفته بأنه فقير، لربما غضب عليك، ولو ولو، لكنك تجد أن اليهود يصفون ربهم بأوصاف هم أقل من أوصاف بقية البشر، أو من علية القوم على الأقل.
وهذه النصوص موجودة في التوراة، فيصفون الله بالعجز وبالتعب؛ ولذلك قالوا في التوراة: إن الله ﷾ خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استراح باليوم السابع، فرد الله عليهم ذلك بقوله: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ [ق:٣٨].
ويصفون الله بالعجز والحزن والبكاء ويصفون الله بأوصاف ربما تعد أوصافًا كلها نقص، وهذا مسطر في التوراة.
وإذا كان أساس العقيدة هو الإيمان بالله ﷾، ووصفه بما يستحق من الوصف، وعبادته بما يستحق من العبادة، فمعنى هذا أن أساس العقيدة في التوراة الذي هو الإيمان بالله قد انهار، أو انهارت أركانه جملة.
فما بالك بقضية الأنبياء الذين يتهمونهم بكثير من الفواحش كاللواط والزنا وغيرها في التوراة؟ وكذلك ما يتعلق بالملائكة وما يتعلق باليوم الآخر لا تكاد تجد له ذكرًا في التوراة.
2 / 7