فضل ستر المسلمين والتحذير من تتبع عوراتهم
قال ﷺ: (ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة).
والناس أحد رجلين: إما أن يكون مشهورًا بالصلاح، أو مستور الحال على كل حال لا يعرف منه جرأة على الله ﷿، ولا فسق عن شرع الله ﷿، فمثل هذا إذا وقع في معصية فينبغي على المسلمين أن يجتهدوا في ستره، ولا يرفعوا أمره إلى السلطان لإقامة الحد عليه، ويؤمر بأن يستر على نفسه، وأن يتوب بينه وبين الله ﷿.
وكان أحد العلماء يأمر من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقول له: اجتهد في ستر عصاة المسلمين، فإن ظهور معاصيهم عيب في أهل الإسلام، والمعاصي إذا ظهرت وعرفت فإنها تضر الناس كلهم، وإذا كانت مستورة لم تضر إلا صاحبها، فينبغي للمسلم أن يسعى في ستر عصاة المسلمين.
يقول ﷺ: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يبلغ الإيمان قلبه! لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم -أي: عيوبهم وذنوبهم- فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته حتى يفضحه في بيته).
فإذا كان يجتهد في كشف الستر عن العصاة وفضح من يعصي الله ﷿ فإن الله ﷿ يتتبع عورته حتى يظهر للناس فضائحه ومعاصيه.
فينبغي للمسلمين أن يجتهدوا في ستر عصاة المسلمين، والمجتمع المسلم مجتمع طاهر نظيف لا تظهر فيه المعاصي ولا الفواحش، ومن عصى الله ﷿ اجتهد الناس في ستره.
والصنف الثاني من الناس: من يكون مجاهرًا بمعصية الله ﷿، ولا يبالي إذا ذكر بهذه المعاصي بل يتباهى بمعصيته لله ﷿، فمثل هذا ينبغي للناس أن يأخذوا على يديه، وأن يرفعوا أمره إلى ولاة الأمر من أجل أن يقام الحد عليه؛ حتى ينزجر هو وأمثاله عن الجرأة على معصية الله ﷿ وعلى شرعه.
1 / 3