Lessons from the Migration - Attia Salem
دروس الهجرة - عطية سالم
ژانرها
قصة أبي سفيان مع هرقل
هرقل حينما راسله النبي ﷺ بعد الهجرة يدعوه إلى الإسلام قال لأعوانه: لقد ظهر نجم نبي الختان، فأي الأمم تختتن؟ قالوا: العرب، قال: جاءني خطاب من رجل من العرب يدعي النبوة، وقد ظهر نجم نبي الختان.
يعني: تطابق ما يعرفه في النجوم وما جاءه من الكتاب.
ونحن لا نؤمن بعلم النجوم، وكذب المنجمون ولو صدقوا.
قال: فإذا جاء وفد من العرب فآذنوني، فجاء أبو سفيان وكان هو قائدهم في الحرب والتجارة، فأجلسه بين يديه، وأجلس من معه خلفه، وقال: إني سائله فإن صدق فصدقوه، وإن كذب فكذبوه، فأخذ يسأله: هذا الذي بعث فيكم أكان له أب أو جد ملكًا عليكم؟ قال له: لا.
قال: أكان له أب أو جد أو عم يدعو إلى ما دعا إليه؟ قال: لا.
قال: أجربتم عليه الكذب؟ قال: لا.
قال: من يدخل في دينه أيخرج عنه رغبة عنه؟ قال: لا.
قال: أيتبعه الأغنياء أم الفقراء؟ قال: الفقراء.
قال: أوقع بينكم وبينه حرب؟ قال: نعم، قال: كانت الدائرة لكم أو عليكم؟ قال: تارة لنا وتارة علينا؛ لأنه لم يقع بينهم إلا بدر وأحد إلى آخر الأسئلة.
فقال للترجمان: أخبره أنه لو كان لآبائه ملك، لقلنا: يدعو إلى ملك آبائه باسم الدين، ولو كان في قومه من يدعو إلى النبوة وفشل فيها لقلنا: قلد من كان قبله، فأقول لك: إذا ترك الكذب عليكم فلأن يدع الكذب على الله من باب أولى، وأقول: إن الدين لا يدخله ولا يتمسك به إلا الفقراء، وهم أتباع الأنبياء؛ لأن الأغنياء يخافون على سلطانهم.
وأقول: إن الذي يدخل الإيمان قلبه لا يرتد عنه إذا خالطت حلاوة الإيمان بشاشة القلوب، ثم قال: والله ليملكن موضع قدمي هاتين!! حينئذ سقط في يدي أبي سفيان؛ لأنه كان يتمنى أن يستنهض ملك بني الأصفر على رسول الله ﵌، ففتش في سجلاته، وعاد الخداع السياسي والدعايات الكاذبة، والعواطف المثيرة.
وإثارة العواطف والحرب الباردة يستعملها العدو دائمًا.
4 / 7