دعواهم خروجهم من النار بعد أيام معدودة
واعتقادهم الفاسد الذي اخترعوه هو الذي قال ﷿ عنه: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ [آل عمران:٢٤]، وفي كل هذا تحذير لأهل الإسلام من أن يوافقوهم على ذلك الكفر والباطل، ومع ذلك وجد فيمن ينتسب إلى الإسلام من يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم فيتولى بعد ذلك فريق منهم وهم معرضون، ويوجد كذلك من يقول: ﴿لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ﴾ [آل عمران:٢٤]، فيرتكب المحرمات ويستهين بها، ويستخف بالعذاب والعياذ بالله، وربما استهزأ أو استكبر وزعم أنه سيدخل النار أيامًا معدودات، ووافق اليهود فيما فعلوا والعياذ بالله، وذلك أنهم قالوا للمؤمنين: نبقى في النار مدة ثم تخلفونا فيها.
فأكذبهم الله ﷾، وقال النبي ﷺ: (والذي لا إله غيره لا نخلفكم فيها أبدًا)، فإنما هم في النار مخلدون بكفرهم وشركهم وتكذيبهم بآيات الله، وكفرهم بأنبيائه ورسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
مع أن مس النار في ثوانٍ معدودة لا يحتمله الإنسان في الدنيا، وربما بقي سنين معذبًا بسبب ثوان معدودة من نار الدنيا، فكيف بنار جهنم التي أخبر النبي ﷺ أنها فضلت على نار الدنيا بتسعة وستين ضعفًا، فنار الدنيا جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم.
19 / 10