Lessons by Sheikh Abdul Rahman Al-Sudais
دروس للشيخ عبد الرحمن السديس
ژانرها
الحذر من مخالفة الرسول ﷺ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وإن اجتمع الناس كلهم لهدايته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كتب الرحمة للمتقين الذين يتبعون الرسول النبي الأمي، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، وبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أنقذ الله به البشرية من الجهالات والضلالات، وأخرجهم به إلى النور بعد الظلمات والخرافات، فصلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى آله وصحبه المتبعين لنهجه، المقتدين بسنته، وعلى من سار على نهجهم واقتفى واقتصر على طريقتهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
إخوة الإسلام في بلد الله الحرام، أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها: أوصيكم ونفسي بتقوى الله ﷿ واتباع سنة نبيكم محمد ﷺ، ومعرفة سيرته في كل أمر من أموركم، وفي كل وقت وفي كل زمان من أزمانكم، فالله ﷾ قد أمرنا بذلك، ولم يعين له وقتًا، ولم يحدد له زمنًا، ولم يخصص له مناسبة: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب:٢١].
وقد أمر سبحانه باتباع رسوله ﷺ وجعل هذا الاتباع سبيلًا للهداية، ووسيلة لنيل حبه، وتحقيق رضاه، وحصول غفرانه، وحذر سبحانه من الإساءة إلى الرسول ﷺ في حياته، أو الإساءة إلى سنته بعد وفاته بتقديم غيرها عليها، أو بمخالفتها والخروج على توجيهاتها بالنقص منها أو الزيادة عليها، فيقول سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [الحجرات:١] إلى قوله تعالى في الآية بعدها: ﴿أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ﴾ [الحجرات:٢].
وجعل الخروج ولو مرة واحدة عن حد اتباع الرسول والتسليم له ضلالًا مبينًا وانحرافًا لا شك فيه، بل يؤدي إلى عدم الإيمان والعياذ بالله، فيقول سبحانه: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب:٣٦] ويقول: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء:٦٥].
أخرج البخاري ﵀ في صحيحه عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: ﴿كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى.
قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى﴾ وما أكثر الذين يتمنون الجنة بأقوالهم ويأبونها بأفعالهم.
11 / 2