يلوح محياها لنا ونراقبه
وفي يدها العذراء يسفر وجهها
تصافح منا من ترى وتخاطبه
وخلفهما موسى وعيسى وأحمد
وجيش من الأملاك ماجت مواكبه
وقالوا لنا رفع النقاب محلل
لقلنا: نعم حق، ولكن نجانبه
ولقد صدق الشاعر، واستهتر المكابر، وغفل الحق عن الباطل، فصمتنا حتى ينتبه الحق من غفلته، ولا زلنا إلى اليوم صامتين.
ولما نفث ما بصدره وعاد إلى سكونه، تراءيت له ثم حييته، وجلست إليه أحدثه ويحدثني، وقد أقبل بوجهه علي، وتبسط معي على الأنس، فذكرت له حديث سطيح وما كان من أمره، فهزه الشوق إلى رؤيته. وقد كنت أخبرته أن سطيحا جعل لي آية إلى لقائه، فلبث يرتقب معي طلوع سهيل، ويتسمع التسبيح في جوف ذلك الليل، حتى إذا لاح النجم في السماء، وعرفناه بما وصفه به أبو العلاء:
وسهيل كوجنة الحب في اللو
صفحه نامشخص