لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية

Muhammad ibn Ahmad al-Saffarini d. 1188 AH
85

لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية

لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية

ناشر

مؤسسة الخافقين ومكتبتها

شماره نسخه

الثانية

سال انتشار

۱۴۰۲ ه.ق

محل انتشار

دمشق

كَمَا دَخَلَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْمُتَكَلِّمَةِ. قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: وَكِتَابُ رَسَائِلِ إِخْوَانِ الصَّفَا أَصْلُ مَذْهَبِ الْقَرَامِطَةِ الْفَلَاسِفَةِ، فَرُبَّمَا نَسَبُوا هَذَا الْكِتَابَ بِالِافْتِرَاءِ إِلَى جَعْفَرٍ الصَّادِقِ ; لِيَجْعَلُوهُ مِيرَاثًا عَنْ أَهْلِ الْبَيْتِ. قَالَ: وَهَذَا مِنْ أَقْبَحِ الْكَذِبِ وَأَوْضَحِهِ، فَإِنَّهُ لَا نِزَاعَ بَيْنَ الْعُقَلَاءِ أَنَّ رَسَائِلَ إِخْوَانِ الصَّفَا إِنَّمَا صُنِّفَتْ بَعْدَ الْمِائَةِ الثَّالِثَةِ فِي دَوْلَةِ بَنِي بُوَيْهٍ، قَرِيبًا مِنْ بِنَاءِ الْقَاهِرَةِ الْمُعِزِّيَّةِ. وَدَوْلَةُ الْعُبَيْدِيَّةِ الْحَاكِمِيَّةِ الْمُنْتَسِبِينَ لِأَهْلِ الْبَيْتِ الْمُلَقَّبِينَ بِالْفَاطِمِيَّةِ مِنْ هَذَا النَّمَطِ، فَإِنَّ ظَاهِرَ مَذْهَبِهِمُ الرَّفْضُ، وَبَاطِنَهُ الْكُفْرُ الْمَحْضُ، وَمِنْ فِرَقِهِمُ الدُّرُوزُ وَالتَّيَامِنَةُ وَالْحَمْزَاوِيَّةُ وَأَضْرَابُهُمْ، وَهَؤُلَاءِ مِنْ أَكْفَرِ النَّاسِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ. (وَأَمَّا الزَّيْدِيَّةُ): فَهُمْ يَنْتَسِبُونَ لِلسَّيِّدِ الشَّرِيفِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ زَيْنِ الْعَابِدِينَ بْنِ الْحُسَيْنِ شَهِيدِ كَرْبَلَا، ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا، وَكَانَ زَيْدٌ إِمَامًا عَالِمًا شُجَاعًا مِقْدَامًا، وَكَانَ قَدْ بَايَعَهُ جُمُوعٌ مِنَ الشِّيعَةِ، ثُمَّ قَالُوا لَهُ: تَبَرَّأْ مِنَ الشَّيْخَيْنِ - يَعْنُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ﵄، فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ، وَزِيرَا جَدِّي، فَتَرَكُوهُ وَرَفَضُوهُ، وَأَرْفَضُوا عَنْهُ، فَسُمُّوا الرَّافِضَةَ، وَالنِّسْبَةُ رَافِضِيٌّ، ثُمَّ انْقَسَمُوا ثَلَاثَ فِرَقٍ: (الْأُولَى): الْجَارُودِيَّةُ أَصْحَابُ أَبِي الْجَارُودِ، قَالُوا بِالنَّصِّ عَلَى عَلِيٍّ ﵁، وَالصَّحَابَةُ كَفَرُوا بِمُخَالَفَتِهِ، وَالْخِلَافَةُ بَعْدَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ شُورَى فِي أَوْلَادِهِمَا، فَمَنْ خَرَجَ مِنْهُمْ بِالسَّيْفِ وَهُوَ عَالِمٌ شُجَاعٌ فَهُوَ إِمَامٌ، وَاخْتَلَفُوا فِي الْمُنْتَظَرِ، أَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَلَمْ يُقْتَلْ، أَوْ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَوْ يَحْيَى بْنُ عُمَرَ صَاحِبُ الْكُوفَةِ؟ (الثَّانِيَةُ): السُّلَيْمَانِيَّةُ شِيعَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ جَرِيرٍ، قَالُوا: الْإِمَامَةُ شُورَى، وَإِنَّمَا تَنْعَقِدُ بِرَجُلَيْنِ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ إِمَامَانِ وَإِنْ أَخْطَأَتِ الْأُمَّةُ فِي الْبَيْعَةِ لَهُمَا، وَكَفَّرُوا عُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَائِشَةَ. (الثَّالِثَةُ): الْبَتْرِيَّةُ أَصْحَابُ بَتْرٍ التُّوصِيِّ، قَالُوا بِنَحْوِ قَوْلِ مَنْ قَبْلَهُمْ، إِلَّا أَنَّهُمْ تَوَقَّفُوا فِي كُفْرِ عُثْمَانَ ﵁. (وَأَمَّا الْإِمَامِيَّةُ)، فَقَالُوا بِاتِّبَاعِ الِاثْنَيْ عَشَرَ إِمَامًا، وَهُمْ: عَلِيٌّ، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، وَزَيْنُ الْعَابِدِينَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَالْبَاقِرُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ زَيْنِ الْعَابِدِينَ، وَجَعْفَرٌ

1 / 85