لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية
لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية
ناشر
مؤسسة الخافقين ومكتبتها
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
۱۴۰۲ ه.ق
محل انتشار
دمشق
ژانرها
عقاید و مذاهب
(أَحَدُهَا): الْوَاصِلِيَّةُ أَتْبَاعُ وَاصِلِ بْنِ عَطَاءٍ، قَالُوا بِجَمِيعِ مَا ذَكَرَ، وَخَطَّئُوا أَحَدَ الْفَرِيقَيْنِ مِنْ عُثْمَانَ ﵁ وَمُقَاتِلِيهِ، وَجَوَّزُوا أَنْ يَكُونَ سَيِّدُنَا عُثْمَانُ ﵁ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ، وَخَلَّدُوهُ فِي النَّارِ، وَكَذَا عَلِيٌّ وَمُقَاتِلُوهُ، وَحَكَمُوا بِأَنَّ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَلِيًّا ﵃ بَعْدَ وَقْعَةِ الْجَمَلِ لَوْ شَهِدُوا عَلَى حَبَّةٍ، لَمْ تُقْبَلْ شَهَادَتُهُمْ كَالْمُتَلَاعِنَيْنِ.
(الثَّانِيَةُ): الْعَمْرِيَّةُ مِثْلُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ فَسَّقُوا كِلَا الْفَرِيقَيْنِ.
(الثَّالِثَةُ): الْهُذَلِيَّةُ أَصْحَابُ أَبِي الْهُذَيْلِ الْعَلَّافِ، قَالُوا بِفَنَاءِ مَقْدُورَاتِ اللَّهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَإِنَّ الْعِبَادَ مَجْبُورُونَ فِي الْآخِرَةِ، وَلِهَذَا تُسَمِّي الْمُعْتَزِلَةُ أَبَا الْهُذَيْلِ جَهْمِيَّ الْآخِرَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ عَالِمٌ بِعِلْمٍ، وَقَادِرٌ بِقُدْرَةٍ، كِلَاهُمَا عَيْنُ ذَاتِهِ، مُرِيدٌ بِإِرَادَةٍ، لَا فِي ذَاتٍ، مُتَكَلِّمٌ بِكَلِمَةِ (كُنْ) لَا فِي ذَاتٍ، وَهُوَ يُوَافِقُ قَوْلَ جَهْمٍ فِي بَعْضِ الْوُجُوهِ، وَإِنْ كَانَ الْمُعْتَزِلَةُ كُلُّهُمْ جَهْمِيَّةً.
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: أَوَّلُ مَنْ حُفِظَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ مَقَالَةَ التَّعْطِيلِ لِلصِّفَاتِ فِي الْإِسْلَامِ الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ الَّذِي ضَحَّى بِهِ خَالِدٌ الْقَسْرِيُّ، وَأَخَذَهَا عَنْهُ الْجَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ، وَأَظْهَرَهَا فَنُسِبَتْ إِلَيْهِ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ الْجَعْدَ أَخَذَ مَقَالَتَهُ عَنْ أَبَانَ بْنِ سَمْعَانَ، وَأَخَذَهَا أَبَانُ مِنْ طَالُوتَ ابْنِ أُخْتِ لَبِيدِ بْنِ الْأَعْصَمِ، وَأَخَذَهَا طَالُوتُ مِنْ لَبِيدِ بْنِ الْأَعْصَمِ الْيَهُودِيِّ السَّاحِرِ، الَّذِي سَحَرَ النَّبِيَّ ﷺ، وَكَانَ الْجَعْدُ هَذَا فِيمَا قِيلَ مِنْ أَهْلِ حَرَّانَ، وَكَانَ فِيهِمْ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الصَّابِئَةِ وَالْفَلَاسِفَةِ، بَقَايَا أَهْلِ دِينِ النُّمْرُودِ الْكَنْعَانِيِّينَ، وَالنُّمْرُودُ هُوَ مِلْكُ الصَّابِئَةِ الْمُشْرِكِينَ، اسْمُ جِنْسٍ كَكِسْرَى لِمَلِكِ الْفُرْسِ وَقَيْصَرَ مَلِكِ الرُّومِ، وَكَانَ الصَّابِئُونَ هَؤُلَاءِ يَعْبُدُونَ الْكَوَاكِبَ وَيَبْنُونَ لَهَا الْهَيَاكِلَ، فَمَذْهَبُ النُّفَاةِ مِنْ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ فِي الرَّبِّ - تَعَالَى - لَيْسَ لَهُ إِلَّا صِفَاتٌ سَلْبِيَّةٌ أَوْ إِضَافِيَّةٌ أَوْ مُرَكَّبَةٌ مِنْهُمَا، وَأَخَذَهَا الْجَهْمُ أَيْضًا فِيمَا ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ ﵁ عَنِ السَّمْنِيَّةِ وَبَعْضِ فَلَاسِفَةِ الْهِنْدِ، وَهُمُ الَّذِينَ يَجْحَدُونَ مِنَ الْعُلُومِ مَا سِوَى الْحِسِّيَّاتِ، قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: فَهَذِهِ أَسَانِيدُ الْجَهْمِ تَرْجِعُ إِلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَالصَّابِئِينَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَالْفَلَاسِفَةِ الضَّالِّينَ إِمَّا مِنَ الصَّابِئِينَ، وَإِمَّا مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
(الرَّابِعَةُ): النَّظَّامِيَّةُ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَيَّارٍ النَّظَّامِ، قَالُوا: إِنَّ اللَّهَ
1 / 77