117

باب مدح التأني

قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا

الآية، يعني فتثبتوا، وهو أبين. وقال حكيم: ينبغي للوالي أن يتثبت فيما أنهي إليه، ولا يتعجل، ويتأنى ويتمهل، حتى ينظر ويستكشف الحال، ويأخذ بأدب سليمان عليه السلام حيث قال: سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين

. وفي الخبر:

«التأني من الله والعجلة من الشيطان» . ويقال: الأناة حصن السلامة، والعجلة مفتاح الندامة. وقيل: التأني مع الخيبة، خير من العجلة مع النجاح. وقال آخر: التأني في الأمور أول الحزم، والتسرع إليها عين الجهل. وقال النابغة:

الرفق يمن والأناة سعادة

فتأن في أمر تلاق نجاحا

وقال القطامي:

قد يدرك المتأني بعض حاجته

وقد يكون مع المستعجل الزلل «3»

ويقال: ائتد تصب أو تكد؛ يعني إرفق لتدرك الصواب أو

صفحه ۱۲۲