============================================================
مكتبة القاهرة وق ع بصره على قال: آنت ما تجيء حتى يير الناس خلفك فتبم، فقلت: يا سيدى قد جثت فدخل وأخرج لى وعاء وقال: هذا الوعاء اذهب به إلى الشيخ أبى العباس وقل له قد كتبت فيه آيات من القرآن وقد محوتها بماء زمزم وشىء من عسل، فذهبت بذلك إلى الشيخ فقال: ما هذا؟ قلت: أرسله إليكم الشيخ الكين الأسمر، فأدلى فيه اصبعا واحدا وقال: هذا بحسب البركة وفرغ الوعاء وملأه عل وقال: اذهب به إليه، فذهبت بذلك إليه، ثم عدت إليه بعد ذلك فقال لى: رأيت البارحة ملائكة أتونى بأوعية من زجاج مملوءة شرابا وهو يقولون: خذ هذا عوض ما أهديت إلى الشيخ أبى العباس.
كان الشيخ أيو الصباس كثير الرجاء لعباد الله الغالب عليه شهود وع الرحمة، وكان يكرم الناس على نحو رتبتهم عند الله، حتى إته ربما دخل عليه مطيع فلا يتبهل به، وربما دخل عليه عاص فأكرم لأن ذلك الطائع ربما أتى وهو متكبر بعمله ناظر لفعله وذلك العاصى دخل بكسر معصيته وذله ومخالفته، وكان شديد الكراهة للوسواس فى الطهارة والصلاة ويثقل عليه شهور من كان ذلك وصفه، سثآل يوما وأنا حاض فقيل له: يا سيدى فلان صاحب علم وصلاح كثير الوسوسة، فقال: وأين العلم يا فلان؟ العلم هو الذى يتطبع فى القلب كالبياض فى الأبيض والسواد فى الأسود.
صفحه ۹۳