============================================================
مكتبة القاهرة ذلك على راحتك، ومينى طريقته على الجمع على الله وعدم التفرقة وملازمة الخلوة والذكر، ولكل مريد معه سبيل يحمل كل واحد على السبيل الذى يصلح له، وكان لا يحب الريد الذى لا ببب له، وكان يدل المريد على الانجماع فى حيه : ولا يلزم المريد أن لا يرى فيره وكان يقول عن شيخه: اصحبونى ولا أمنعكم أن تصحبوا غيرى، فان وجدتم منهلا أعذب من هذا المنهل فأردوه، وكان إذا دخل المريد فى أوراد بتفسه وهواه أخرجه عنها، وكان إذا مدح بقصيدة أو أبيات يجيز المادح بإقباله، وربما واجهه بتوال وكان مكرما للفقهاء ولأهل العلم ولطالبيه إذا جاءوه، وكان يقول لأصحابه: إذا جاء رئيس أو ذو وجاهة عرفونى به، وكان أزهد الناس فى ولاة الأمور فإذا جاءوه اكرمهم وريما مشى اليهم خطوات . وكان شديد التعظيم لشيخه أبى الحمن حتى إنك كنت تشهد منه انه لا إثبات منه لنقه معه وكان إذا ذكر الشيخ ينشد شعرا: لى سادة من عزهم اقدامهم فوق الجباه ان لم اكن منهم فلى فى ذكرهم عز وجاه وكان من شأته أنه ما خبن له لا ياكله وكان يكره أن يعلم بطعام أو هدية قبل إتياتها، وكان يدعوا للحسن بحضرته، بل إذا غاب دعا له بظهر الغيب، وكان إذا أهدى اليه شىء يسير تلقاه ببشاشة وقبول، وإذا أهدى له شىء كثير تلقاه بالعزة، وكان لا يثنى على مريد ولا يرفع له علما بين إخوانه خشية أن يحمد، وكانت صلاته موجزة فى تمام، وكان يقول صلاة الأبدال خفيفة، وكان إذا تلا تقول الكون كله مستمع له وصلى قيام رمضان سنة فقال. قرأت القرآن في هذه البنة كانما أقرؤه على رسول الله، ثم جاء رمضان ثان فقال: قراته فى هذه السنة كأنما أقرؤه على جبريل له، ثم جاءت السنة الثالثة فقال: قرأته هذه السنة كأنما أقرؤه على الله .
وكان إذا كانت ليلة القدر أخبر بها أصحابه ودعا فيها بمقدار ما يدعوا كل ليلة ثلاث مرات، وكان يقول: أوقاتنا والحمد لله كلها ليلة قدر، أنشدتا بعض إخوانتا لبعض أهل الطريق شعرا: اولا شهود جمالكم فى ذاتى ما كنت احى ساعة بحياتى ما ليلة القدر المعظم قدرها الا إذا عمرت به أوقاتى
صفحه ۹۱