لطایف مستحسنه
اللطائف المستحسنة بجمع خطب شهور السنة
ژانرها
أيها الغافلون، تنبهوا من نوم الغفلة، ولا تسلكوا سبل من تمرد وتشرد، فمن تمرد عن إطاعة ربه هلك وأهلك، وضل وأضل وفسد وأفسد، وطهروا نفوسكم من الخصال المهلكة، والأفعال المقبحة من: الكبر، والبغض، والعجب، والفخر، والشح، والحسد، فمن طهر قلبه من الأمراض النفسانية؛ هبت عليه نسيم الأنوار الربانية، وبلغ أعلى ما يطلب، وما يقصد، وقد ورد في الخبر بالسند المستند عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه إلى الأبد: (أن القلب مضغة، إذا صلحت صلحت الأعضاء كلها، وتفسد إذا فسدت)(1)، ولا تزكوا أنفسكم؛ أن ربكم أعلم بمن اتقى، ومن هو مهتد وممجد، ولا تغتروا بسعة رحمة الله وحلمه، فمن اغتر وجرأ على الذنوب سلك في القعر الأبعد، ولا تظنوا أنكم خلقتم سدى، أو جعلتم عبثا، أو أنكم لا تموتون، وأن لكم البقاء والدوام إلى الأبد، كلا والله ما من نفس منفوسة إلا وقد قدر لها أجلها، فإذا جاء أجلها لا تستقدم ساعة ولا تستأخر، فإن ملك الموت بالرصد، ما يمضي يوم إلا وهو يتصفح الوجوه، فمن جاء أجله قبض روحه وفرق وبدد، فطوبى لمن تزود لآخرته من دنياه، وقصد خيرية عقباه، وظن نفسه ممن لا يمسي إذا أصبح وممن لا يصبح إذا أظلم عليه الليل الأسود، وندم على ما اقترف في عمره الماضي من السيئات ما أخطأ منها وما تعمد.
اللهم يا حنان، يا رحمن، يا واحد، يا أحد؛ اغفر لنا جميع خطايانا، واعف عنا، وطهر قلوبنا، وأجسادنا من الذنوب برحمتك، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس بالماء والثلج والبرد.
والحمد لله الرب الرحيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {لا أقسم بهذا البلد، وأنت حل بهذا البلد، ووالد وما ولد، لقد خلقنا الإنسان في كبد، أيحسب أن لن يقدر عليه أحد، يقول أهلكت مالا لبدا، أيحسب أن لم يره أحد}(1).
الخطبة الأولى للجمعة الثالثة من رجب
صفحه ۹۸