نظرة لطیفة فی ذکر احوال کسوة الکعبة الشریفة
اللمحة اللطيفة في ذكر أحوال كسوة الكعبة الشريفة
ژانرها
الباب السابع: ((في أن كسوتها كانت من السنن الشرعية في صدر)
الإسلام))
وذلك لما تقدم من كسوته عليه السلام لها، والسنة عبارة عن اتباع سنته في أقواله وأفعاله ما لم ينص على الوجوب أو تظهر خصوصيته به، وأصل السنة في اللغة هي الطريقة وقال تعالى: {سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا}، أي من طريقتهم وسبيلهم لاسيما وهذه قربة محققة على رأي من يشترط في تسمية السنة ملاحظة القربة.
وقد فعل خلفاؤه الراشدون وأصحابه المرضيون بعده ذلك، وواظبوا عليه فعلمنا أن ذلك سنة تتبع، لما ثبت لها من هذا الأصل الأصيل، وإن اختلفت الكيفيات والأزمنة فكل طلب ما يتقرب به إلى الله تعالى من تعظيم هذا البيت الشريف بحسب اجتهاده وقدرته، وما زالت الخلفاء والملوك يتنافسون على ذلك ويفتخرون بخدمة الحرمين الشريفين، وإن كانوا هم سادات الناس فهم خدموا هذا البيت:
نحن الموالي في القبائل كلها ... وفي حي ليلى من أقل عبيدها
وآخر من استقر كونها بهذا السواد، لأنه شعار بني العباس الذين استقرت فيهم الخلافة واستقر أمر الكسوة يوم التروية بأن الناس يصعدون فكأنه آخر ما اجتمع الناس جملة بمكة.
صفحه ۱۳۰