وقد يجيء فاعل (حبّ) المراد بها المدح غير (ذا)؛ وذلك على ضربين:
أحدهما: مرفوع، كقولك: (حَبّ زيدٌ رجلًا) .
والآخر: مجرورٌ بالباء الزّائدة، نحو: (حَبَّ بزيد رجلًا) .
وأكثر١ ما تجيء (حبّ) مع غير (ذا) مضمومة٢ الحاء بالنّقل من حركة عينها، كقول الشّاعر:
فَقُلْتُ: اقْتُلُوهَا عَنكُمُ بِمِزَاجِهَا ... وَحُبَّ بِهَا مَقْتُولَةً حِيْنَ تُقْتَلُ٣
١ في أ: واكر، وهو تحريف.
٢ في ب: مضموم.
٣ هذا بيتٌ من الطّويل، وهو للأخطل.
و(اقتلوها): امزجوها بالماء - يعني: الخمر -. و(مقتولة): ممزوجة.
والشّاهد فيه: (وحُبّ بها) حيث جاء الفاعل غير (ذا) فكانت الحاء مضمومة من (حُبَّ) .
واستشهد به معظم النُّحاة على أنَّ هذا البيت يروى بوجهين (حُبَّ)، والفاعل غير (ذا)؛ وكلا الوجهين جائز، فإنْ كان الفاعل (ذا) تعيّن فتح الحاء.
يُنظر هذا البيت في: إصلاح المنطق ٣٥، والأصول ١/١١٦، وسرّ صناعة الإعراب ١/١٤٣، وأسرار العربيّة ١٠٨، وشرح المفصّل ٧/١٢٩، ١٤١، وشرح الكافية الشّافية ٢/١١١٨، وابن النّاظم ٤٧٦، وابن عقيل ٢/١٦١، والمقاصد النّحويّة ٤/٢٦، والخزانة ٩/٤٢٧، والدّيوان ٢٣- والرّواية فيه (وأطيب بها) بدل (وحبّ بها) ولا شاهد فيه على هذه الرّواية -.