المشبه للفعل: (حسبك وزيدًا درهمٌ)، ومن ذلك قولُ الشّاعر:
إِذَا كَانَتِ الْهَيْجَاءُ وَانْشَقَّتِ الْعَصَا ... فَحَسْبُكَ وَالضَّحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُ١
أي: كافيك.
ومن أمثلته: (جَاءَ البَرْدُ وَالطَّيالِسَةَ) و(ما زلت أَسيرُ والنِّيلَ) و(لو تُرِكَت النَّاقةُ وفَصِيلَهَا لَرَضعَها)؛ والتّقدير: جاء البرد مصاحبًا للطّيالسة٢،
١ هذا بيتٌ من الطّويل، وقد نسبه القَالي في ذيل الأمالي إلى جرير، ولم أجده في ديوانه.
وهو بلا نسبة في جميع المصادر الّتي ذكرته غير الذّيل.
و(الهيجاء): الحرب. و(العصا) هُنا: الجماعة، كنّى بانشقاق العصا عن التّفرُّق.
والمعنى: كافيك سيفٌ مع صحبة الضّحّاك، وحضوره - أي: حضور هذا السّيف المُغْني عن سواه -؛ فالقصد الإخبار بأنَّ الضّحّاك نفسه هو السّيف الكافي، لا الإخبار بأنّ المخاطب يكفيه ويكفي الضّحّاك سيف.
والشّاهد فيه: (والضّحّاك) حيث نصب الضّحّاك؛ لامتناع حمله على الضّمير المخفوض، وكان معناه: يكفيك ويكفي الضّحّاك. والجرّ بالعطف، وقيل: بإضمار (حسب) أخرى؛ والرّفع بتقدير (حسب) فحذفت وخلفها المضاف إليه.
وذكر ابن هشام في المغني أنّ البيت يروى بالأوجه الثّلاثة: فالنّصب على أنّه مفعولٌ معه، أو مفعول به بإضمار (يحسب)؛
يُنظر هذا البيت في: معاني القرآن للفرّاء ١/٤١٧، والأصول ٢/٣٧، والأمالي ٢/٢٦٢، وذيلها ١٤٠، والتّبصرة ١/٢٦٣، وشرح المفصّل ٢/٥١، وإيضاح شواهد الإيضاح ١/٥٥٩، وشرح عمدة الحافظ ٢/٦٦٧، والمغني ٧٣١، والأشمونيّ ٢/١٣٦.
٢ في أ: الطّيالسة.